البابا شنوده الثالث: كيف الله يموت، يعطش، يتعب، ينام، يتألم..؟!

ترجمة

الاثنين، 30 مايو 2016

كيف الله يموت، يعطش، يتعب، ينام، يتألم..؟!


كيف الله يموت، يعطش، يتعب، ينام، يتألم..؟!

الإجابة:
بديهي أن الله طبيعته الإلهية غير قابلة للموت.
و نحن نقول عن الله في الثلاثة تقديسات "قدوس الحي الذي لا يموت". ولا يمكن أن ننسب إلى الطبيعة الإلهية الموت. ولكن الذي حدث في التجسد الإلهي، أن طبيعة الله غير المائتة اتحدت بطبيعة بشرية قابلة للموت.
و هذه الطبيعة البشرية هي التي ماتت على الصليب.
انفصلت فيها الروح عن الجسد، ولكن اللاهوت ظل متحدا بالروح، ومتحدًا بالجسد، وهو حي لا يموت. ولذلك نحن نقول في صلاة الساعة التاسعة "يا من ذاق الموت بالجسد في وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة".
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت
St-Takla.org Image: Contemplation of Jesus Christ in the wilderness صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يتأمل في البرية
St-Takla.org Image: Contemplation of Jesus Christ in the wilderness
صورة : السيد المسيح يتأمل في البرية
ولأننا لا نفصل الطبيعتين، نسب الموت إلى المسيح كله.
فالإنسان مثلا يأكل ويشرب. الجسد هو الذي يأكل، وليس الروح. والجسد هو الذي يشرب، وليس الروح. ومع ذلك نقول إن الإنسان هو الذي أكل وشرب، ولا نقول بالتحديد إن جسد الإنسان قد أكل.
كذلك في الموت: روح الإنسان لا تموت بل تبقى حية بعد الموت. ولكن الجسد هو الذي يموت بانفصاله عن الروح. ولا نقول إن جسد الإنسان وحده قد مات، بل نقول إن الإنسان قد مات (بانفصال روحه عن جسده). وكذلك في القيامة. إنها قيامة الجسد، لأن الروح لم تمت حتى تقوم. ومع ذلك نقول إن الإنسان قام من الأموات.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت
الطبيعة البشرية -المتحدة بالإلهية- هي التي ماتت. ولكن طبيعة الله لا تموت.
لو كان المسيح إلها فقط، غير متحد بطبيعة بشرية، فإن الموت كان خاصا بها. ونفس الوضع نقوله عن باقي النقاط.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت
الله لا ينام، ونقول عنه في المزمور إنه "لا ينعس ولا ينام" (مز 120).
و لكنه نام بطبيعته البشرية.. إلخ. ولكن طبيعته البشرية كانت متحدة بلاهوته اتحادًا كاملًا. فنسب ذلك أكل وشرب بطبيعته البشرية، تألم وتع بطبيعته البشرية.. إلخ. ولكن طبيعته البشرية كانت متحدة بلاهوته اتحادًا كاملًا.
أما عن عبارة "بكى يسوع" وباقي المشاعر البشرية.
فنقول إن الطبيعة البشرية التي اتحد بها، كانت تشابهنا في كل شيء ما عدا الخطية. فلو كان بلا مشاعر، ما كان إنسانًا. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى).  وهو سمى نفسه "ابن الإنسان" لأنه أخذ طبيعة الإنسان في كل شيء، ماعدا الميل إلى الخطية. وكإنسان كانت له كل ما ينسب إلى الإنسان من مشاعر، ماعدا النقائص والخطاء.. وطبعا ليس في المشاركة الوجدانية خطأ. ليس في البكاء خطأ، بل هو دليل على رقة الشعور، وعلى الحب والحنو.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت
و ماذا إذن عن الصلاة؟
لو كان المسيح لا يصلى، لكانت رسالته عرضة للفشل، إذ يقولون عنه إنه غير متدين. وأيضًا ما كان يقدم قدوة صالحة لغيره في الفضيلة والحياة الروحية هو إذن -كإنسان- كان يصلى. كانت هناك صلة بين ناسوته ولاهوته. والصلاة هي صلة. صلة بين طبيعتنا البشرية، وبين الله.
ه. 

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق