البابا شنوده الثالث: الطوائف المسيحيه

ترجمة

الاثنين، 30 مايو 2016

الطوائف المسيحيه

  • الطوائف المسيحية


    • فترتيبك للطوائف -إن كنت قد وضعتهم بترتيب تاريخي-  فالأرثوذكسية (وتعني التقليديين) هم أول طائفة في العالم، ثم جاء الكاثوليك بعد انشقاق في القرن الخامس الميلادي.  أما البروتستانت (الإنجيليين) فهم أحدث الطوائف من القرن السادس عشر الميلادي.. الخطأ الثاني هو أنك لم ترى فروقًا تؤثر على جوهر العقيدة ولكن فروق تعبدية فقط..
بالطبع نحن كنيسة أرثوذكسية وسندافع عن إيماننا القويم، ولكن بعد قراءتك لهذا الكلام، ابحث أيضًا من مصادر مسيحية أخرى غير أرثوذكسية، ولتحكم أنت بنفسك على الأمر..  وذلك من خلال ثلاثة محاوِر: التاريخ - الواقع - العقيدة.  فلن نقول لك ماذا تتبع، ولكننا نعرض أمامك كل الجوانب، ولترى أنت بنفسك ما هو الأصلح، وصلّي إلى الله لكي يرشدك إلى الصالح.  كما يقول الكتاب: "فَاسْمَعْهُ وَاعْلَمْ أَنْتَ لِنَفْسِكَ" (سفر أيوب 5: 27).
St-Takla.org Image: Saint Athanasius the Pope of Alexandria # 20, defender of the faith
صورة في  البابا أثاناسيوس الرسولي حامي الإيمان، بابا الإسكندرية العشرون
ولنتناول بعض النقاط الأساسية حول تلك الأمور معًا..  وقد تحدثنا عنها سابقًا كثيرًا هنا في موقع الأنبا تكلا في أكثر من قسم..  وسوف نضع لك روابط للاستزادة حول الموضوع..  فهنا سنضع نقاطًا عامة حول الموضوع..
1) الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية مثلًا قد بدأت بتبشير القديس مرقس كاتب الإنجيل في مصر، فهي أخذت تعاليمها وعباداتها وطقوسها وروحها من شخص عاش مع المسيح وكتب إنجيلًا واستشهد أيضًا في مصر لدعوته بالمسيحية..
2) الكنيسة الكاثوليكية هي كنيسة منشقة عن الإيمان الأرثوذكسي الصحيح المُسَلَّم من الآباء الأولين، وذلك في القرن الخامس الميلادي، وبها أيضًا ادعاءات خاطئة مثل دعوتها بأن بطرس الرسول هو المبشر بها!  ولكن هذا غير سليم!  وقد نشأت الكاثوليكية بعد مجمع خلقيدونيا عام 451 م، ووافقت على أمور وعقائد في طبيعة السيد المسيح لم تكن موجودة في المسيحية من قبل..  وانحدر بها الحال لمشاكل وأخطاء كثيرة منها بدعة المطهر - تقديس العذراء بصورة مبالغ فيها - صكوك الغفران - الحروب الصليبية (حروب الفرنجة) - دخول الكنيسة في الدولة والسياسة - الحِرمانات وتصوير الله كأنه المنتقم الجبار بصورة هوجاء..  والكثير من الانحلال والفساد، والذي للأسف نراه إلى اليوم عندما نسمع عن فضائح من رجال دين من الكاثوليك..!
3) بسبب تراكم مشاكل وتطاولات الكنيسة الكاثوليكية، نشأ شخص اسمه مارتن لوثر (منشيء طائفة المعترضون Protestants) في غضب ورعب من الله وسخط من تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، وبدلًا من أن يعود إلى الإيمان القويم، انحرف بالأكثر، فرأى رجال الدين الكاثوليك يستغلون الدين لمصالح شخصية، فنادى بعدم وجود الكهنوت، والطقوس، والأسرار الكنسية، وتطاول البروتستانت لدرجة رفض كتبًا من كتاب الله ذاته!  فنرى مناداة البروتستانتية أو الإنجيلية ببدع كثيرة منها: الطبيعتين والمشيئتين للمسيح - رفضهم التقليد المقدس - التركيز على الإيمان بدون الأعمال في موضوع الخلاص - لا صوم ولا شفاعة ولا أسرار ولا رهبنة ولا صلاة على الموتى ولا إكرام للقديسين ولا صلوات طقسية ولا إيمان بدوام بتولية العذراء ولا مواهب للروح القدس ولا يستخدمون رشم الصليب وإنكار للأبوة الروحية وإيمان بعقيدة الاختيار المسبق...  إلخ. ولا حتى إيمان قويم واحد، فيعتقدون في حرية التفكير وتفسير العقيدة وكل شخص يؤمن بما يريد، والآن نرى آلاف الطوائف الخارجة عن جعبة البروتستانتية، وما تزال في الزيادة!!
فلا تجعل أحدًا يجرك إلى بدعة اللاطائفية، فهذا لا وجود له..  بل يوجد إيمان سليم وآخر منشق وناشئ في عصور حديثة..  وضد تعاليم الكتاب المقدس نفسه..  فمن غير المنطقي أن تنظر إلى كل تلك الفروق بأنها فقط فروق تعبدية، ومادمت أؤمن بالمسيح مخلصًا وفاديًا فقد خلصت..  فهذا غير سليم، ونرى في الكتاب المقدس والتاريخ كثيرين زاغوا عن الإيمان بسبب بدع مثل هذه..  ونرى أمثلة في الكتاب المقدس لمؤمنين رفضهم الله بسبب عقائد وإيمان وأعمال خاطئة، وذلك برغم من قبولهم لله وأصبحوا فاعِلي إثم!! "كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ، يَا رَبُّ! أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟  فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ" (إنجيل متى 7: 23).

الفروق العقائدية (الفروقات) بين الطوائف المسيحية: الأرثوذكسية - الكاثوليكية - البروتستانتية؟!




بعد مجمع خلقيدونية سنة 451 حدث أن آمن بعض المسيحيون بأمور جديدة لم تكن من ضمن الإيمان القويم القديم السابق..  فانشق المسيحيون قسمين: الأرثوذكس (أي التقليديين)، وهم مَنْ استمروا على السابق، وحافظوا على نفس التقليد القديم، والإيمان الأول..  والكاثوليك، وهم مَنْ آمنوا بما هو جديد..
أما البروتستانت، فقد انشقوا على الكاثوليك في القرن السادس عشر!  وهم يُعتبروا مسيحيون في الإجمال، لأنهم يؤمنون بالعقائد الأساسية..  ولكنهم لا يؤمنوا بالعديد من الأسرار الكنسية، والطقوس، والصلوات المرتبة من الكنيسة، والمعمودية، والتقليد..  ورفضوا بعض أسفار الكتاب المقدس، والعديد من العقائد والتقليد المقدس، مع أخطاء في صُلب العقيدة المسيحية مثل بدعة الطبيعتين والمشيئتين، وبدعة الملك الألفي..  وقضوا على الأصوام والرهبنة والشفاعة وإكرام القديسين..  وتركيزهم على موضوع الإيمان، وتجاهل الأعمال.. إلى آخره من القائمة التي تطول.. وأصبحوا هم protestants أي معترضون!!
* المعمودية
الأرثوذكس: سر يحصل به المعمد على نعمة الميلاد الجديد، وهو باب كل الأسرار، ويتم بالتغطيس للصغار والكبار، ومادة السر الماء.

الكاثوليك: يجوز العماد بالرش أو السكب.
البروتستانت: ليس سرًا مقدسًا بل علامة يجوز ممارستها بالرش أو التغطيس. والمعمودية التي يعترفون بها هي معمودية الروح القدس بدون ماء.
* الميرون
الأرثوذكس: سر ينال به المعمد نعمة الروح القدس ومادة السر الزيت. ويرشم به أعضاء الجسم 36 رشمة.

الكاثوليك: مثل الأرثوذكس إلا أن ممارسته تكون في السن بين 7- 12 سنة.
البروتستانت: لا تؤمن به إلا بعض طوائفها ولا يتم بالزيت بل بوضع اليد.


الأرثوذكس: سر ينال به المعترف الحل من خطاياه إذا تاب عنها واعترف بها.

الكاثوليك: كانت هناك صكوك غفران تباع وتشترى عن الخطايا السابقة والحالية في العصور الوسطى. ويتم السر وراء الستار.
البروتستانت: لا اعتراف إلا أمام من أخطأ المؤمن له أو أمام الكنيسة كلها أو الله مباشرة.
* التناول
الأرثوذكس: جسد ودم حقيقيان للسيد المسيح بعد حلول الروح القدس على الخبز والخمر. ولا يجوز استخدام فطير مختمر ولا يجوز إقامة أكثر من قداس على مذبح واحد إلا بعد مرور 9 ساعات. ويشترط الصوم الانقطاعي قبل التناول.

الكاثوليك: منذ القرن 11 بدأوا استخدام الفطير ويمنع الشعب من تناول الدم ويمكن عمل أكثر من قداس على مذبح واحد ولا يشترط الصوم قبل السر.
البروتستانت: يكون السر للذكرى فقط وليس هو تحول من الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه.
* الشفاعة
الأرثوذكس: تؤمن بشفاعة السيد المسيح الكفارية عنا لدى الآب. وتؤمن بشفاعة القديسين عنا لدى ربنا يسوع المسيح. نكرمهم من خلال الأيقونات وحفظ أجسادهم وعمل التماجيد لهم.

الكاثوليك: مثل الأرثوذكس، إلا أنهم يكرمون القديسين من خلال تماثيل بالإضافة إلى الأيقونات.
البروتستانت: يؤمنون بشفاعة السيد المسيح الكفارية فقط، وينكرون شفاعة السيدة العذراء والقديسين.


الأرثوذكس: منبثق من الآب، "وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ، رُوحُ الْحَقِّ، الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ، فَهُوَ يَشْهَدُ لِي" (إنجيل يوحنا 15: 26).

الكاثوليك: منبثق من الآب والابن.
البروتستانت: منبثق من الآب والابن.


الأرثوذكس: طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد μία φύσις τοῦ θεοῦ λόγου σεσαρκωμένη. "لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي" (إنجيل يوحنا 17: 21).

الكاثوليك: طبيعتين للسيد المسيح.
البروتستانت: طبيعتين للسيد المسيح.


الأرثوذكس: تؤمن بالتقليد "تَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ، وَلَيْسَ حَسَبَ التَّعْلِيمِ (التقليد) الَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا" (رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل تسالونيكي 3: 6)، "وَمَا سَمِعْتَهُ مِنِّي بِشُهُودٍ كَثِيرِينَ، أَوْدِعْهُ أُنَاسًا أُمَنَاءَ، يَكُونُونَ أَكْفَاءً أَنْ يُعَلِّمُوا آخَرِينَ أَيْضًا." (رسالة بولس الرسول الثانية إلى تيموثاوس 2: 2) (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا).

الكاثوليك: تؤمن بالتقليد ولكنها تضيف قوانين نسبتها إلى الرسل وآباء الكنيسة الغربية والمجامع المحلية.
البروتستانت: لا تؤمن بالتقليد.


الأرثوذكس: مجيء ثاني علني في الدينونة.

الكاثوليك: مثل الأرثوذكس.
البروتستانت: المجيء الثاني على دفعات منها مجيء السيد المسيح ليملك ألف سنة على الأرض ثم الدينونة.


الأرثوذكس: أبدية للأبرار في الملكوت، وللأشرار غير التائبين في الجحيم "تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ" (إنجيل يوحنا 5: 28-29).

الكاثوليك: يعترفون بالمطهر يتعذب فيه المؤمن على قدر خطاياه ثم يدخل الملكوت.
البروتستانت: مثل الأرثوذكس.


الأرثوذكس: وارثة لخطية آدم مثل سائر البشر وتحتاج لخلاص المسيح ولكنها ولدته ولها كرامة عظيمة. "تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي" (إنجيل لوقا 1: 46، 47).

الكاثوليك: مولودة دون أن ترث الخطية الأصلية ولا تحتاج لخلاص السيد المسيح ويكادوا يعبدونها (أي يبجلونها بصورة قد تكون زائدة، وليس عبادتها كإله، فكل المسيحيون يؤمنون بإله واحد).
البروتستانت: ينكرون لقب والدة الإله وشفاعة السيدة العذراء وينكرون دوام بتوليتها.

ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق