البابا شنوده الثالث: مايو 2016

ترجمة

الثلاثاء، 31 مايو 2016

كيف لم يعرف المسيح خيانة اليهود له مسبقًا؟


  كيف لم يعرف المسيح خيانة اليهود له مسبقًا؟





الإجابة:

نعم، إن الله يعلم جميع الأشياء، وما بنفوس الخلق..  وله أيضًا معرفة مستقبلية، يعرف بها ما سوف يحدث..  ومن أجمل الآيات التي قيلت في ذلك في سفر يشوع ابن سيراخ الحكيم: "عَيْنَيِ الرَّبِّ أَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ عَشَرَةَ آلاَفِ ضِعْفٍ؛ فَتُبْصِرَانِ جَمِيعَ طُرُقِ الْبَشَرِ، وَتَطَّلِعَانِ عَلَى الْخَفَايَا، هُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ؛ فَكَذلِكَ بَعْدَ أَنِ انْقَضَى" (سيراخ 23: 28، 29).
St-Takla.org         Image: The betrayal of Judas Iscariot, and showing Peter stretching out his hand with his sword, struck the servant of the high priest, and cut off his ear صورة: قبلة الخيانة، خيانة يهوذا الإسخريوطي، ويظهر في الصورة بطرس استل سيفه من غمده، وضرب عبد رئيس الكهنة، وقطع أذنه


والمسيح بصفة هو الله المتجسد له كل صفات الله، فهو الله!  وقد أوضحنا سابقًا في مقال حول ألوهية السيد المسيح هنا بموقع القديس تكلاهيمانوت، وإثبات أنه هو الله.  وهناك العديد من الشواهد التي أوضحت معرفته بالخفيات، منها:-

  • علمت أن قوة خرجت منى (في شفاء نازفة الماء).
  • علم يسوع أفكارهم (في شفاء المفلوج المحمول من أربعة). - إنجيل مرقس 2
  • علم يسوع فكر سمعان الفريسي وأدانته لزانية المدينة. - إنجيل يوحنا 8
  • وهناك العديد من الشواهد معرفة يسوع بما في داخل الفكر، مثل: إنجيل مرقس 11 - إنجيل متى 16 - إنجيل يوحنا 16 - إنجيل مرقس 2 - إنجيل متى 9...
  • علم يسوع بالإستار الذي سيخرج من السمكة. - إنجيل متى 17
  • وبالرجل حامل الجرة الذي سيلاقى تلميذيه في المدينة. - إنجيل مرقس 14
  • وبالجحش والأتان المربوطان - إنجيل متى 21
  • وبما تحدث به جباة الضرائب مع بطرس.
  • وبما كان التلاميذ فيه يتناقشون بالطريق من يكون الأول بينهم.
  • وبما نوى يهوذا عمله (ما أنت فاعله فافعله بأقصى سرعة).
  • وبما سيحدث لبطرس (تنكرني ثلاث مرات). - إنجيل متى 26 - إنجيل مرقس 14 -  إنجيل لوقا 22 - إنجيل يوحنا 13
  • وبما سيحدث من تلاميذه (تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته).
  • و وخرج للحراس في بستان جثسيماني وهو عالم بكل ما يأتي عليه - إنجيل يوحنا 18
  • وبما سيحدث له: ابن الإنسان لأيدي الناس فيصلبونه (يقتلونه). - إنجيل مرقس 9
  • وبقيامته: "وفى اليوم الثالث يقوم". - إنجيل مرقس 9
  • وبلقياهم: بعد قيامتي أسبقكم إلى الجليل هناك ترونني. - إنجيل متى 26 - إنجيل مرقس 14
  • وبصعوده "إني صاعد إلى أبي الذي هو أبوكم". - إنجيل يوحنا 20
  • وبحلول روح الأب القدوس: لن أترككم يتامى إني سأجيء إليكم.. خير لكم أن أنطلق أن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى... إن ذهبت أرسله إليكم". - إنجيل يوحنا 14
  • وبما سيحدث لأورشليم "يهدمونك وبنيك فيك". - إنجيل لوقا 19
  • وللهيكل: "حجر على حجر لا يترك إلا وينقض". - إنجيل متى 24 - إنجيل مرقس 13 - إنجيل لوقا 21
  • ولليهود: "ويل للحبالى والمرضعات في ذلك اليوم". - إنجيل متى 24 - إنجيل لوقا 21
  • وللمسيحيين: "تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم قربانا لله". - إنجيل يوحنا 16
  • وللتلاميذ: "أذهبوا إلى العالم أجمع وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها". - إنجيل مرقس 16
  • وليوم الخمسين: "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا". - سفر أعمال الرسل 1

أما الطريف أن صاحبة السؤال التي راسلتنا هنا في موقع الأنبا تكلا هي فتاة مسلمة، ومذكور في كتاب القرآن نفسه على لسان المسيح أنه يعرف الخبايا: "وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (آل عمران3: 49)!  وقد تناول كتاب مريم والمسيح تأليف الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي ص 50 ، 51 هذا الأمر بالشرح.

وفي كتاب قصص الأنبياء للإمام أبن كثير ص 587 ، 588، تحدث عن كيف كان المسيح كطفلًا يعلم الغيب.  وفي كتاب حكم ومواعظ عيسى بن مريم ص 52 فقرة 83، أنبأ المسيح عن مسلمه "الحواري الذي أحبطت حسناته لعجبه بنفسه"، وعن لصًا تائب..

وقد جاء في سورة الزخرف: "وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ... وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ". (الزخرف 56 ، 61). قال الجلالان في تفسير هذه الكلمة "لعلم الساعة" أنه عيسى لعلم الساعة يعلم بنزولها. ومتى ذكرنا أن المعروف عند الناس، أن الله ينفرد عن خلقه بأنه وحده عنده علم الساعة ، ندرك الميزة التي أفردها القرآن للمسيح، ونقابل هذا بما جاء في (سورة لقمان 34) إن الله عنده علم الساعة، أو ما جاء في سورة (الشورى 17) "وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ".  أما في سورة (النازعات 42-46) فقد أدلى القرآن بحديث طويل يوضح أنها من اختصاص الله وحده قال فيه موجها الحديث لمحمد: "يسألونك عن الساعة، إيان مرساها، فيم أنت من ذكراها، إلى ربك منتهاها، إنما أنت منذر من يخشاها، كأنهم يوم يرونها، لم يلبثوا إلا عشية وضحاها".

وأخيرًا حول معجزة حواء بدون أم، فقد تناولنا هذا الأمر سابقًا، وستجدين رابط المقال في المراجع بأسفل.

انجيل برنابا

إنجيل برنابا






أنا أطلب منك ايها القارئ أن تقرأ أولًا أنجيل برنابا فستجده يطعن في اليهودية والمسيحية والإسلام، ويسيء إليهم جميعهم على حد سواء.  أما الإجابة عن حقيقة هذا المزعوم أنه إنجيل فهو ليس إنجيلًا، ولكنه كُتِب في القرن الخامس عشر عن طريق راهب كاثوليكي ارتد عن المسيحية.

  • كتاب برنابا كُتِبَ في القرون الوسطى
  • ما قاله المسلمون عن إنجيل برنابا
  • أخطاء إنجيل برنابا ضد الإسلام
  • د. خليل سعادة مترجم كتاب برنابا
  • رأي كبار الكتاب المسلمين في إنجيل برنابا
  • هل أنت كمسلم تؤمن بإنجيل برنابا أم لا؟!
  • المصادر ومراجع للاستزادة


هناك العديد من الأدلة أن الكتاب كُتِبَ في القرون الوسطى:

  • الكتاب ينكر ألوهية السيد المسيح، فلو كان الكتاب مُتاحًا في القرون الأولى فلماذا لم يستشهد به أريوس وأتباعه الذين أنكروا ألوهية السيد المسيح؟
  • لماذا لم يرد ذكره في المجامع المسكونية أو الإقليمية؟
  • لماذا لم يذكر في الجداول التي سجلت أسفار الكتاب المقدس؛ مثل جدول مورتوري و أوريجانوس و أثناسيوس و يوسابيوس و غريغوريوس؟
  • لماذا لم يرد ذِكره في فهارس الكتاب القديمة عند العرب أو المستشرقين، ولا في كتب التاريخ.

 * إليك ما قاله المسلمون عنه :

1) قال الطبري: أنه لا يعرف لدينا سوى أربعة أناجيل فقط كتبها حواريو المسيح وأتباعه الذين أرسلهم للبشارة في الأرض ومنهم أربعة كتبوا الأناجيل وهم [يوحنا ومرقس ولوقا ومتى]. ( تاريخ الطبري ج 1 ص103 ).
2
) قال المسعودي: أما الذين نقلوا الإنجيل فهم أربعة [لوقا، مرقس، يوحنا، متى] (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) (مروج الذهب للمسعودي ج1 ص312).
http://jesusloves16.blogspot.com/2016/05/blog-post_41.html
 Saint Barnabas the Apostle
: القديس برنابا الرسول
3) قال الشهرستاني: أن أربعة من الحواريون اجتمعوا وجمع كل منهم جمعًا سماه الإنجيل وهم [متى ولوقا ومرقس ويوحنا] وذكر أجزاء من آيات من متى ويوحنا (الملل و النحل للشهرستاني ج1 ص100).
فهؤلاء تحدثوا عن الأناجيل ولم يأت ذكر لأي واحد منهم عن إنجيل برنابا، ولو صح أن هناك إنجيل لبرنابا لما تركوه أو تجاهلوه خاصةً وهم يبحثون عن ما يهدم العقيدة المسيحية ويلغي لاهوت المسيح.  هل علمت الآن لماذا نرفض جميعنا (مسلمين ومسيحيين) إنجيل برنابا؟
    نحن كمسيحيون لا نحتاج الأدلة على زيف هذا الإنجيل..  لذا فاهتمامنا هنا توضيح لماذا هو ضد الإسلام!
St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

* أخطاء ضد الإسلام:

  • هذا الكتاب يقول أن المسيح هو محمد بينما القران يقول أن المسيح هو يسوع عيسى أبن مريم "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ" (سوره النساء 171) و"إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" (آل عمران 45).
  •  يقول أن مريم ولدت بغير ألم بينما القران يقول "فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا" (سورة مريم 23).
  • يقول أن أخو هابيل هو قايين بينما القران يقول أنه قابيل.
  • نسبة الإنجيل إلى برنابا لا يوافق عليها القران "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ, وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" (سور المائدة 46، 47).
  • نهى إنجيل برنابا عن الاقتران بأكثر من امرأة كما جاء في ص 125 و 178.
  • دعوته لوحدة الزواج ضد الإسلام. كذلك دعواته للرهبنة والكفر بالجسد ضد الإسلام حيث لا يوجد رهبنة في الإسلام.
  •  كذلك كلامه من الجسد وعن المرأة في (الفصول 116-120).
  • في الفصل 12:69 يقول من يجدف على الروح القدس لا مغفرة له و القران يقول أن الروح هو جبريل ولا يؤمنون بلاهوت الروح القدس.
  • في الفصل 4:74 يقول أخطاء سليمان في طلبه إقامة وليمة لجميع خلائق الله بينما في القران يؤمنون بعصمة الأنبياء.
  • في الفصل 3:99 يقول أن الله غيور على كرامته ويحب إسرائيل كعاشق بينما الإسلام لا يوافق لأن الوعد عنده لإسماعيل وليس لإسحاق (إسرائيل).
  • في الفصل 35 يقول أن الله ترك كتلة التراب 25 آلف سنة بينما القران يقول سبحانه يقول للشيء كن فيكون.
  • في الفصل 4:44 يقول أن التوراة محرفة في أيامه كتبها أحبارنا الذين لا يخافون الله بينما القران يقول أنه نزل مصدقًا لما بين يده من التوراة والإنجيل.
  • في الفصل 7:52  يقول أن رسول الله سيخاف الآن الله إظهار لجلاله سيجرد رسوله من الذاكرة حتى لا يذكر كيف أن الله أعطى كل شيء و هذا لا يوافق علية الإسلام.
  • تختلف أسماء الملائكة عنده عن القران فيقول أن روفائيل هو ملاك للموتى.
  • في فصل 17-35 يقول أن عدد الأنبياء 144 آلفا.
  • وضد القران أيضًا أن يقول أن الشيطان كان بمثابة كاهن ولا حتى الملائكة كهنة.
  • وفي الفصل 27:43 يقول أن داود النبي داع محمد ربًا بقوله "قال الرب لربي أجلس عن يميني حتى أضع أعدائك تحت قدميك" و لا يمكن أن الإسلام يقول أن محمد كان رب!!
  • في الفصل3:50 لا يوجد أحد صالح إلا الله وحدة لذلك كان كل إنسان كاذبً و خاطًا وهذا لا يتفق مع الإسلام الذي ينادي بـ عصمة الأنبياء.
  • وكلامه عن فساد كل نبوة في (الفصل 9:189).
  • جاء في (ص 75 و110 و280) إن يسوع قال للكهنة عن نفسه أنه ليس المسيا بل المسيا هو محمد الذي سيأتي بعدة..! والمسلمون لا يعتقدون بذلك بل يؤمنون أن المسيا هو المسيح لان كلمتيّ المسيا والمسيح مترادفتان بمعنى الممسوح أو المعين من الله.
St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت
وقد ذكر د. خليل سعادة وهو الذي ترجم الكتاب إلى العربية في مطلع القرن العشرين (15 مارس 1908 في القاهرة)، وقدم له بمقدمة تاريخية جاء فيها: "ثم أنه لم يرد ذكر لهذا الإنجيل في كتابات مشاهير الكتاب المسلمين سواء في العصور القديمة أو الحديثة، حتى ولا في مؤلفات مَنْ انقطع منهم إلى الأبحاث والمجالات الدينية مع أن أنجيل برنابا أمضى سلاح لهم في مثل تلك المناقشات.  وليس ذلك فقط، بل لم يرد ذكر لهذا الإنجيل في فهارس الكتب العربية عند الأعارب أو الأعاجم أو المستشرقين الذين وضعوا فهارس لأندر الكتب العربية من قديمة وحديثة". 
 * رأي كبار الكتاب المسلمين:
د. محمد شفيق غربال: "هو إنجيل مزيف وضعه أوربي من القرن الخامس عشر وفي وصفه للوسط السياسي والديني في القدس أيام المسيح أخطاء جسيمة.  كما يصرح على لسان عيسي أنه ليس المسيح إنما جاء مبشرًا بمحمد الذي سيكون المسيح".
عباس محمود العقاد: بعد أن فند هذا الإنجيل انتهى إلى أنه أنجيل مزيف: "فيه أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من التناقض بينه وبين القرآن". (جريدة الأخبار 26/10/1959).
علي عبد الواحد وافي (رئيس قسم الفلسفة بجامعة القاهرة في كتابه الأسفار الثلاثية في الأديان السابقة للإسلام، يقول عن أنجيل برنابا: "بعض ما يشمل عليه هذا الكتاب نفسه يحمل على الظن بأنه موضوع (أي من وضع إنسان وليس موحى به)، فالإسلام ليس في حاجة إلى كتاب كهذا تحوم حوله شكوك كثيرة".
أ. د. محمود بن الشريف: يتحدث عن عدم وجود الأصل العبري للإنجيل، ووجود فقط نسخة إيطالية دليل على أنه لمفكر إيطالي اعترف بمحمد وبرسالته وبعيسى ورسالته فأخرج هذا الإنجيل ونسبه إلى برنابا.
St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

 نعم أم لا؟!

# وهناك سؤال أخير إلى الأخوة المسلمين الذين يهللون لهذا الكتاب الكوميدي: هل تؤمن به أم لا؟!  يجيب البعض نعم أؤمن به..  فهو "مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد"، فهو كلام الله.  حسنًا، اقرأ هذا من إنجيل برنابا: "الحق أقول لك إن السموات تسع، موضوعة.." (فصل 178 آية 6).  ألازلت تظن أنه كلام الله؟! هل يتعارض كلام الله؟  اقرأ ما كُتب في القرآن الكريم: "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ" (سورة الإسراء 44)، "رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ" (سوره المؤمنون 86)، "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ" (سورة فصلت 12)، "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ" (سورة الطلاق 12).  وحتى في هذا يتعارض مع الإنجيل كعادته، حيث يقول الكتاب المقدس أن السموات ثلاث (بخلاف سماء السموات التي بها عرش الله).
أمازلت تقول أنه كلام الله؟  ربما تغير رأيك الآن..  وإن كنت تقول أنه ليس كلام الله، فلماذا كل هذا الضغط على مثل هذا الموضوع، الذي قد يحسمه طفل صغير عندما يقرأ أمورًا مثل أن سُرَّة الإنسان بسبب بصاق الشيطان (فصل 35)!!  أو تفاحة آدم بسبب ما وقف في حلقه!!  أو أنين الشمس وبكاء الأعشاب والنباتات (فصل 53)!!!
وخلاصة القول: فإن كان إنجيل برنابا هو كلام الله كما تقول، فكيف يتعارض كلام الله؟!  وإن لم يكن كلام الله كما ثبت، فلماذا تصر على أنني يجب أن أؤمن به؟!

تفسير اية "اما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد.. ولا الإبن"، و"لست أفعل شيئًا من نفسي"


اللاهوت والناسوت




نعم إن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، ولكنه هنا يتحدث بصفة الناسوت.  أي الابن الخاضع لمشيئة الآب الذي أرسله، فلقد أخلى ذاته آخِذًا صورة عَبْد وأطاع حتى الموت، موت الصليب.  فهنا يُظْهِر الخضوع التام في إتمام إرساليته ويتكلم أيضًا هنا بصفته نائب عن البشرية في تقديم الخلاص.
ولنا أحداث كثيرة كان المسيح يتكلم بصفته الناسوتية Humanity ولم يفترق عنه اللاهوت Divinity، ونرى ذلك عندما تعب من السفر – جلس على بئر يعقوب – جاع – بكى على لعازر..  وأيضًا كان بصفته اللاهوتية ولم يفترق عن الناسوت عندما صنع معجزاته كلها.
 
كما أن الآب مساو للابن مساوٍ للروح القدس، ولقد قال الابن عن نفسه: "أنا والآب واحد" (واحد في الجوهر، الطبيعة اللاهوتية).  وقال كذلك: "مَنْ رآني فقد رأى الآب".   ونحن نقر في "قانون الإيمان" أنه مساوي للآب في الجوهر.  ونستطيع أن نُشَيِّه علاقة الآب والابن كعلاقة العقل والفكر؛ فالعقل هو مصدر الفكر، والفكر هو جوهر العقل.  وبما أن المسيح قال عن نفسه "لستُ أفعل شيئًا من نفسي"، والفكر يُصدَر من العقل، إذن فيمكن تفسيرها كما سبق.  ولكننا لا ننسى في نفس الوقت أن الفكر هو جوهر العقل، وإن كان المسيح هنا يتكلم بلغة الخضوع التام للآب الذي أرسله، والطاعة الكاملة لمشيئته.
St-Takla.org           Image: An ancient mosaic of Jesus Christ face صورة: من لوحة فسيفساء قديمة (موزاييك) تصور وجه المسيح
: An ancient mosaic of Jesus Christ face
: من لوحة فسيفساء قديمة (موزاييك) تصور وجه المسيح

 إن نفس الشخص الذي جاع هو الذي أطعم الجموع..  وذلك الذي بكى على موت لعازر هو نفسه الذي أقامه...
أما عن آية" أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذي في السماء ولا الابن إلا الآب" (إنجيل مرقس 32:13)، فتفسيرها كالآتي:
أولًا: يقول القديس أمبروسيوس أن السيد المسيح هو الديان وهو الذي قدم علامات يوم مجيئه لذا فهو لا يجهل اليوم. هذا وإن كان يوم مجيئه هو "السبت" الحقيقي الذي فيه يستريح الله وقديسوه فكيف يجهل هذا اليوم وهو "رب السبت" (أنجيل متى 12: 18)؟
ثانيًا: يرى القديس أغسطينوس أن السيد المسيح لا يجهل اليوم، إنما يعلن أنه لا يعرفه، إذ لا يعرفه معرفة مَنْ يبيح بالأمر. لعله يقصد بذلك ما يعلنه أحيانًا مدرس حين يُسأل عن أسئلة الامتحانات التي وضعها فيجيب أنه لا يعرف بمعنى عدم إمكانيته أن يُعلن ما قد وضعه، وأيضًا إن سُئل أب اعتراف عن اعترافات إنسان يحسب نفسه كمن لا يعرفها. يقول القديس أغسطينوس: [حقًا إن الآب لا يعرف شيئًا لا يعرفه الابن، لأن الابن هو معرفة الآب نفسه وحكمته، فهو ابنه وكلمته وحكمته. لكن ليس من صالحنا أن يخبرنا بما ليس في صالحنا أن نعرفه... إنه كمعلم يعلمنا بعض الأمور ويترك الأخرى لا يُعَرِّفنا بها. إنه يعرف أن يخبرنا بما هو لصالحنا ولا يخبرنا بالأمور التي تضرنا معرفتها].
كما يقول: [قيل هذا بمعنى أن البشر لا يعرفونها بواسطة الابن، وليس أنه هو نفسه لا يعرفها، وذلك بنفس التعبير كالقول: "لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم" (تث 13: 3)، بمعنى أنه يجعلكم تعلمون. وكالقول: "قم يا رب" (مز 3: 7)، (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) بمعنى "اجعلنا أن نقوم"، هكذا عندما يُقال أن الابن لا يعرف هذا اليوم فذلك ليس لأنه لا يعرفه وإنما لا يظهره لنا.]
بنفس الفكر يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [بقوله "ولا ملائكة" يسد شفاهم عن طلب معرفة ما لا تعرفه الملائكة، وبقوله "ولا الابن" يمنعهم ليس فقط من معرفته وإنما حتى عن السؤال عنه.]
هكذا أيضًا قال الأب ثيؤفلاكتيوس: [لو قال لهم أنني أعرف الساعة لكنني لا أعلنها لكم لأحزنهم إلى وقت ليس بقليل لكنه بحكمة منعهم من التساؤل في هذا الأمر.] وقال القديس هيلاري أسقف بواتييه: إن السيد المسيح فيه كنوز المعرفة، فقوله إنه لا يعرف الساعة إنما يعني إخفاءه كنوز الحكمة التي فيه.
ثالثًا: يرى القديس إيريناؤس أنه وإن كان السيد المسيح العارف بكل شيء لم يخجل من أن ينسب معرفة يوم الرب للآب وحده كمن لا يعرفه، أفلا يليق بنا بروح التواضع أن نقتدي به حين نُسأل في أمور فائقة مثل كيفية ولادة الابن من الآب أن نُعلن أنها فائقة للعقل لا نعرفها.
 
وبخصوص أنه أخفى عنهم معرفة الساعة على الرغم من قوله لهم سابقًا: "أُعطيَ لكم أن تعرفوا سر ملكوت الله، وأما الذين هم من خارج فبالأمثال يكون لهم كل شيء" (مرقس 11:4).  ألم يكن يشتاق السيد أن يدرك الكل أسرار ملكوته إذ قال: "أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء، وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك" (إنجيل متى 11: 25- 26)!
أ. يقول أحد الدارسين إنه يليق بنا فهم كلمات السيد المسيح بالفكر اللاهوتي الذي كان للكنيسة الأولى، فإن كلمات السيد تميز بين مجموعتين: الذين له مع الاثني عشر، والذين هم في الخارج [10-11]. فإن سرّ الملكوت لم يعلن للاثني عشر وحدهم بل للذين التفوا حول السيد في كنيسته، أما الذين في الخارج فهم اليهود رافضو الإيمان به. فمن يتمتع بالحياة الكنسية ويكون تابعًا للسيد ينعم بقلب منفتح يدرك سرّ ملكوت الله، أما الذي يبقى في الخارج فلا يقدر أن يدرك السرّ في أعماقه، بل يحرم نفسه بنفسه من المعرفة الإيمانية الحية، فيبصر بعينيه الجسديتين ويسمع بأذنيه الماديتين، أما أعماقه فلا ترى ولا تسمع. وهكذا لا يرجع إلى المخلص ولا يتمتع بغفران خطاياه.
ب. قدم السيد تعاليمه علانية للجميع، لكن الأمر يحتاج إلى التمتع بإعلان السرّ، هذا السرّ يعطى لكل نفسٍ تأتي إلى السيد مع الاثني عشر لتنفرد به وتنعم بعمله الخفي فيها. إن كان ملكوت الله يشبه لؤلؤة كثيرة الثمن، فإن الله لا يبخل عن أن يعطيها لكل إنسانٍ يتقدم إليه في جدية يسأله إياها.
تُقدم كلمة الله مجانًا لكنها لا تعلن إلا لمن يشتاق إليها طالبًا معرفة "سرّ ملكوت الله"، الأمر الذي نلمسه بقوة في حياة معلمنا بولس الرسول، إذ يقول: "نتكلم بحكمة الله في سرّ، الحكمة المكتومة التي سبق فعينها قبل الدهور لمجدنا" (1 كو 2: 7)، ويدعو الإنجيل "سرًا" (رسالة أفسس 6: 19).
بنفس الفكر نجد السيد المسيح يقدم حياته مبذولة على الصليب علانية، لكنه لا يستطيع أحد أن يتفهم سرّ الصليب إلا الراغب في الالتقاء معه ليتعرف على قوة قيامته. فالصليب تمت أحداثه أمام العالم، أما القيامة فيختبرها الراغبون في التمتع بعملها فيهم، هؤلاء الذين يصعدون مع التلاميذ في علية صهيون يترقبون ظهوره!
ج. كان اليهود يحسبون الأمم "في الخارج"، إذ لا ينعمون بما تمتع به اليهود من آباء وأنبياء وشريعة مقدسة ومواعيد إلهية. والآن في هذا المثل يكشف لهم السيد أن الذين في الخارج هم اليهود الذين مع ما تمتعوا به من هذه الأمور رفضوا الدخول إلى سرّ الملكوت، فصاروا كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: يبصرون السيد المسيح يخرج الشياطين فيقولون به شيطان، ويبصرون القائمين من الأموات (مثل لعازر) فلا يسجدون له بل يفكرون في قتله.
 
وبخصوص عبارة "لست أفعل شيئًا من نفسي..  بل أتكلم كما علمني أبي" (إنجيل يوحنا 28:8)، فبهذا يعلن أن جوهره هو مثله تمامًا، وأنه لا ينطق بشيءٍ إلا بما في ذهن الآب.  إنه يقول أنا لست من نفسي. لأن الابن هو الله من الآب، ولكن الآب هو الله ليس من الابن. الابن إله من إله، الآب هو الله وليس من إله. الابن هو نور من نور، والآب هو نور لكن ليس من نور. الابن كائن، لكن يوجد من هو كائن منه، والآب كائن ولكن لا يوجد من هو كائن منه.
لم يعلمه كما لو كان قد ولده غير متعلم. لكن أن يعمله إنما تعني نفس معنى ولده مملوء معرفة... منه نال المعرفة بكونه منه نال كيانه. لا بأن منه نال أولًا كيانه وبعد ذلك المعرفة. وإنما كما بميلاده أعطاه كيانه، هكذا بميلاده أعطاه أن يعرف، وذلك كما قيل لطبيعة الحق البسيطة، فكيانه ليس بشيء آخر غير معرفته بل هو بعينه.
 
إن موضوع اللاهوت والناسوت يختلط عليك كثيرًا..  إنه إتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا استحالة..  إنه مثل إتحاد الحديد والنار؛ ففي حالة الحديد المُحمى بالنار، لا نقول هناك طبيعتان: حديد ونار، وإنما نقول حديد محمى بالنار، كما نقول عن طبيعة السيد المسيح أنه إله متأنس، أو اله متجسد، ولا نقول أنه اثنان إله وإنسان.
وفي حالة الحديد المحمى بالنار لا توجد استحالة؛ فلا الحديد يستحيل إلى نار، ولا النار تتحول إلى حديد.
لا تنسى آيات عديدة: "أنا والآب واحد" (يو30:10)، وذكرت بنفس المعنى كذلك في (يو11:17، 22).
- "أنا في الآب والآب فيَّ" (يو10:14، 11).
- "كل ما هو لي فهو لك، وكل ما هو لك فهو لي" (يو10:17).
- "لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (يو22:5)
- "أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بي" (يو1:14).
- "مَنْ رآني فقد رأى الآب" (يو9:14).
 
* السيد المسيح وصفاته الإلهية:
1- قدرته على الخلق (يو3:1، 10؛ عب1:1؛ كو16:1؛ 1كو6:8؛ لو10:9-17؛ مت32:15-38؛ يو7:2، 8؛ يو32:9)..
: Jesus Christ Pantocrator the Almighty, illustration, used with permission - by Mina Anton 
- السيد يسوع المسيح البانطوكراطور الضابط الكل، رسم توضيحي، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون
كيف يكون المسيح خالقًا، بينما الخلق من صفات الله وحده؟  لقد كان يخلق بقوة لاهوته، باعتبار أنه الأقنوم الثاني، عقل الله. 
2- المسيح معطي الحياة (يو4:1؛ مر22:5، 35-42؛ لو11:7-17؛ يو11؛ يو21:5؛ 33:6، 35-58؛ 27:10، 28؛ 10:4-14).
لم يحدث مطلقًا أن إنسانًا تحدث بهذا الأسلوب، الذي به يكون واهبًا للحياة، ومُعطيًا لها، وأنه يعطي حياة أبدية، وانه يُحيي مَنْ يشاء.  والذي يتبعه يحيا إلى الأبد، ولا يهلك، ولا يخطفه أحد من يده..  إنها كلها أعمال من سلطان الله.
3- السيد المسيح فوق الزمان (يو58:8؛ رؤ16:22؛ 5:5؛ مز3:110؛ يو5:17، 24؛ كو15:1-17؛ يو3:1، 10؛ مي2:5؛ 1كو24:1؛ عب8:13؛ متى20:28)..
4- المسيح موجود في كل مكان (متي20:18؛ أع9:1؛ لو43:23؛ في23:1؛ مت20:28؛ يو13:3؛ يو23:14؛ غل20:2؛ رؤ20:3)..
ثابت من كل ما سبق أن السيد المسيح كائن غير محدود، موجود في كل مكان؛ في السماء وفي الفردوس، وفي نفس الوقت على الأرض، في أماكن العبادة وفي اجتماعات المؤمنين، وفي قلوب محبيه..  كما أنه يقرع على أبواب قلوب الضالين والمبتعدين عن وصاياه.  ينتقل مع كل إنسان حيثما انتقل، ويكون معه وهو مستقر.  هو مع الأحياء وأيضًا مع الذين انتقلوا.  كل هذا لا ينطبق إلا على كائن واحد هو الله.
5- نزوله من السماء (يو41:6؛  33:6، 38؛ 27:16، 28؛ في7:2؛ يو3:1؛ 13:3؛ 18:1؛ مت34:5؛ أع9:1؛ يو28:16)  وله فيها سلطان (أع59:7؛ 2كو2:12، 4؛ لو43:23؛ مت19:16؛ 18:18؛ في9:2؛ عب25:7، 26)..
إذن من علاقة المسيح بالسماء، يمكن إثبات لاهوته بدلائل كثيرة.
 6- هو الأول والآخر (رؤ7:1، 8، 9-13، 17؛ 12:22-16).
يقول الله في سفر أشعياء "أنا هو الأول والآخر"، وهذا ما يقوله المسيح في سفر الرؤيا!  فكيف يمكن التوفيق بين القولين إلا أنهما لكائن واحد هو الله..
 7- المسيح هو الرب (مز1:109؛ مت43:22-46؛ 21:7؛ لو46:6؛ مت22:7، 23؛ 44:25، 31؛ لو25:13؛ أع59:7؛ 1كو8:6؛ يو28:20، 29؛ أع31:16؛ 2بط18:3؛ يع1:2؛ اكو8:2؛ مت8:12؛ 30:14؛ 33:14؛ لو8:5؛ يو7:21؛ 12:21؛ لو43:1؛ يو18:20، 18، 25؛ لو34:24؛ يو15:21-17؛ لو10:2، 11؛ مت5:28، 6؛ مر19:16، 20؛ لو13:7؛ لو17:10؛ 6:22؛ 8:19؛ 31:22-61؛ أع5:9، 6؛ 11:15؛ 2كو14:13؛ كو17:3؛ 10:2؛ 11؛ عب30:1؛ مر3:11؛ لو31:19؛ رؤ20:22، 21)..
 7- الإيمان به (يو1:14؛ 16:3؛ 24:8؛ 25:11، 26؛ أع31:16؛ مر16:16؛ أع43:10؛ 38:13، 39؛ 38:2؛ 39:13؛ رو1:5؛ يو38:7، 39؛ 1كو3:12؛ أع17:8؛ 1يو20:2، 27؛ رو33:9؛ 11:10؛ 1بط6:2؛ يو36:3؛ أع36:8، 37؛ يو31:20؛ 5:3؛ 12:1)..
لا يمكن لإنسان أيًّا كان أن يحصل مَنْ يؤمن به على كل هذه النتائج الروحية التي ذكرناها، والتي تتعلق بأبدية المؤمن، ومركزه مع الله كابن، ومع الكنيسة كعضو فيها بالإيمان و المعمودية.
ولكن، ما هو كنه هذا الإيمان بالمسيح؟  نؤمن بأن يسوع هو المسيح، وهو ابن الله (يو31:20).  ونؤمن بأنه ابن الله الوحيد (يو16:3، 18) بكل ما تحمل هذه العبارة من صفات لاهوتية.  ونؤمن بأنه اللوجوس، عقل الله الناطق، كلمة الله..  ونؤمن أنه في الآب والآب فيه (يو10:14، 11).  ونؤمن أن من يرى المسيح فقد رأى الآب (يو9:14).  ونؤمن أن فيه الحياة (يو4:1؛ 1يو11:5)، ونؤمن انه مخلص العالم (يو42:4؛ مت21:1) وأنه كفارة لخطايانا (1يو10:4؛ 2:2) ونؤمن أيضًا بكلامه..  وبالطريق الذي رسمه الرب للخلاص..
كل هذا يدل على لاهوت المسيح، يُضاف إليها إيمانك بصفاته اللاهوتية.
 8- قبوله العبادة والسجود (يو38:9؛ مت33:14؛ لو8:5؛ مر33:5؛ 18:5؛ 25:5، 26؛ مت9:28؛ 18:28؛ مت11:2؛ في10:2، 11؛ متى22:7؛ يو13:14، 14).
 9- له المجد إلى الأبد، وهي عبارة خاصة بالله وحده (أش3:6؛ 8:42).  (مت31:25؛ 32؛ 2بط18:3؛ 1بط11:4؛ يه25؛؛ مت27:16؛ لو26:9؛ رؤ17:7؛ 13:5، 6؛ 21:3؛ يو4:17، 5)..
 10- المسيح هو الصالح القدوس (لو35:1؛ أع14:3؛ عب26:7؛ أع30:4، 27؛ رؤ7:3؛ عب26:7؛ يو46:8؛ 30:14؛ عب15:4؛ 2كو21:5؛ 1يو5:3؛ 1بط22:2؛ مت4:27، 24، 19؛ مر24:1).
إن كان ليس أحد صالحًا، إلا واحد فقط وهو الله (متى17:19)، وقد ثبت أن المسيح هو صالح أو هو الوحيد الصالح.  إذن هو الله.  هذا الذي انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات.  وإن كان الله وحده قدوس (رؤ4:15)، وقد ثبت أن المسيح قدوس، إذن هو الله.
 10- المسيح يغفر الخطايا (مت2:9؛ مر5:2؛ لو20:5؛ لو43:23).
مع أن الجميع يؤمنون أن الله هو وحده الذي يغفر الخطايا، قام المسيح بمغفرة الخطية للمفلوج وللمرأة الخاطئة وللص ولغيرهم.  بمجرد أمر؛ ليس بصلاة يطلب فيها الحِل من الله، كما يفعل الكهنة حاليًا، إنما بالأمر "مغفورة لك خطاياك" ولم يقل "اذهب الرب يغفر لك".  وقال في صراحة أن له هذا السلطان أن يغفر الخطايا على الأرض.
12- المسيح هو الديان (2كو10:5؛ مت27:16؛ 31:25-46؛ مت41:13، 42؛ 2تي1:4؛ رؤ13:22؛ 14؛ 2:2، 9، 13، 19؛ 1:3، 8، 15؛ مت23:22).
فإن كان المسيح هو الديّان، فإنه يكون الله؛ لأن الله هو الديَّان.  وهو يفعل ذلك ويحكم على أفعال الناس لأنه يعرفها.
 13- المسيح هو صاحب القلوب والكُلى (رؤ23:2؛ يو7:16, 8؛ مر16:11، 17؛ مت8:16؛ مر6:2-8؛ مت3:9، 4؛ لو21:5، 22؛ مت24:12، 25؛ لو7:6-9؛ لو46:9؛ 47؛ 39:7، 40؛ مت27:17؛ يو27:20؛ 11:11؛ 47:1-50؛ 18:4).
سنترك معرفة الغيب هنا جانبًا ونتكلم عن قراءة الأفكار.  يقول الكتاب المقدس "فإن فاحص القلوب والكلى هو الله البار" (مز9:7)، ويقول السيد المسيح "فستعرف الكنائس أني أن هو الفاحص الكلي والقلوب (رؤ23:2)، أليس هذا اعترافًا صريحًا بأنه هو الله.
يقول الكتاب صراحة عن الله "أنت وحدك قد عرفت قلوب كل بني البشر (1مل39:8)، وقد ثبت أن المسيح قد قرأ الأفكار وعرف خبايا القلوب والنفوس.  فهل الكتاب يتناقض مع ذاته أن أن الله والمسيح واحد؟  وبهذا يعرف المسيح قلوب البشر.
 13- المسيح هو المخلص والفادي (مت21:1؛  يو47:12؛ 42:4؛  مت11:18؛  لو10:19؛ 1تي15:1؛  تي14:2؛  غل13:2؛  عب9:5؛ 3:2؛ أع12:4)

الاثنين، 30 مايو 2016

مَنْ كان يدير العالم بعد موت الله على الصليب ؟!


مَنْ كان يدير العالم بعد موت الله على الصليب ؟!


سؤال: إذا كان الله قد مات، فمَن الذي كان يدير العالم ويقوده؟!  مَنْ كان يدير الكون أثناء موته؟!



الإجابة:
لاهوته كان يدير الكون. اللاهوت الذي لا يموت، الذي لم يتأثر إطلاقًا بموت الجسد.. اللاهوت الموجود في كل مكان، الذي هو أيضًا في السماء (يو 3: 13).
 The Crucifixion of Jesus - An ancient Coptic icon at Al Mu'allaqah Church in Cairo, Egypt
صورة ايقونة الصلبوت وهي أيقونة قبطية أثرية موجودة في كنيسة المعلقة في القاهرة بمصر
كما سبق وذكرنا في أسئلة أخرى من هذا القسم بموقع الأنبا تكلا، فإن الله لم يمت بلاهوته.  ولكن الذي وقع عليه فعل الموت هو الناسوت المتحد باللاهوت.  واللاهوت هو لاهوت الابن الكلمة الذي أرسله الآب إلى العالم ليبذل نفسه عنه لفدائه دون أن ينفصل عن الآبفالكلمة تجسد ومات وهو قائم بكليته في حضن الآب كالكلمة في القرطاس وهى لا تزال في حضن العقل(1).  فالله يسوس العالم بابنه الكلمة ويخلصه في نفس الوقت به أيضًا.  وهذا ما نقرره في تمجيدنا للابن الكلمة ليس فقط لأنه ولد من العذراء وصلب عنا لكن أيضًا لأنه الحي الذي لا يموت، وذلك في تسبحة الثلاثة تقديسات المعروفة بلحن "أجيوس" agioc والتي نصلى بها كل يوم وفي كل قداس إلهي(2).
St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت
أي أن الذي وُضِعَ في القبر هو جسد السيد المسيح المتحد باللاهوت، ولكن في نفس الوقت لاهوته يملأ الوجود كله ولا يحده القبر ويدير العالم كله.
إن أي شخص له جهاز تليفاز يمكنه أن يستقبل فيه الصورة والإرسال.  ولكن الإرسال مالئ الكون المحيط به بحيث يمكن أن يستقبل نفس الإرسال شخص آخر في أي دولة أخرى في العالم، وهو نفس الإرسال!  فبرغم من أن الإرسال مالئ الأجواء الُعليا في العالم، إلا أنه يمكن أن يُستقبل في جهاز صغير بكل تفاصيله وأحداثه وألوانه وكلماته.  فعندما تجسد السيد المسيح كان في بطن العذراء اتحد اللاهوت والناسوت المحدود، وفي نفس الوقت كان اللاهوت يملأ الوجود كله، ولا يحده مكان.  فإذا كان إرسال التليفزيون من الممكن أن يملأ الأجواء في العالم كله، ولا نتعجب من استقباله في جهاز صغير في بيت!!  هل نتعجب أن لاهوت السيد المسيح يملأ الوجود كله وفي نفس الوقت تستقبله العذراء مريم متجسدًا في بطنها بسر لا يُنطَق به ومجيد.  ونفس الوضع عندما كان في القبر، وهو نفسه قال: "ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء؛ ابن الإنسان الذي هو في السماء" (أنجيل يوحنا 13:3).  أي أن لاهوته يملأ السماء والأرض.

من المصلوب يهوذا ولا المسيح

الإجابة:هو المسيح

St-Takla.org Image: Power of the Holy Cross, silver cross صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة قوة الصليب، صليب فضي
: Power of the Holy Cross, silver cross
 صورة قوة الصليب، صليب فضي
إن المسيح لم تكن شخصيته مجهولة في المجتمع اليهودي، لأنه كان يجول في كل مدينة وقرية يكرز بملكوت الله، وصنع مع الشعب معجزات لا يُحصى عددها، وكانت تجتمع إليه ألوف من البشر لكي تستمع إلى تعاليمه.  ثم إنه قَبْل الصليب مَرَّ بخمس محاكمات أمام ولاة مثل هيرودس وبيلاطس، وأمام رؤساء الدين مثل حنّان وقيافا رؤساء الكهنة، وبعد هذه المحاكمات وقف بيلاطس والي اليهودية أمام جموع الشعب وخَيَّرهم بين تسليم المسيح لهم ليُصلَب وبين باراباس اللص، وعندما طلبوا صلب المسيح سلَّمه بيلاطس إلى جند الرومان ومرَّ بمراحل الجلد واللكم والتعيير و إكليل الشوك، وأخيرًا سار في طريق الآلام حاملًا الصليب تحت حراسة مشددة إلى أن بلغ مكان الجلجثة وهناك سمّروه ورفعوه على الصليب (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا).  وكان في رفقته في طريق آلامه حتى مكان صلبه أمه مريم ويوحنا الحبيب وبقية المريمات.  وهو على الصليب نطق بكلمات لا ينطق بها لسان بشري.  فمتى اندس يهوذا في هذا المشوار العلني المكشوف أمام كل بشر ليضع نفسه مكان المسيح؟!  وكيف أن يهوذا بعد خيانته يفعل هذا؟  ويا ترى لِمَنْ سَلَّم يهوذا نفسه لكي يُصلَب عِوَضًا عن المسيح.  وهل لو كان يهوذا هو الذي صُلِبَ كانت تحدث كل مظاهر الطبيعة التي قال بسببها "ديونيسيوس الأريوباغي" العالِم الفلكي "لابد أن إله الطبيعة يتألَّم الآن".  إن رواية يهوذا هذه هي فرية ضد المسيحية لا يصدقها عقل إنسان.

هل المسيحيون كفرة


الإجابة:لا

الكُفر هو ضد الإيمان لأنه كفر بالله.  والكفر atheism هو أيضًا ضد الشكر (جحود النعمة).  فالكافر هو مَنْ ينكر وجود الله؛ أي ينكر أن يكون الله أصلًا للوجود وخالِقًا للعالم.  وهو أيضًا من ينكر نعم الله على البشر سواء خيراته اللازمة لأجسادهم من أجل حياتهم الزمنية أو اللازمة لأرواحهم من أجل حياتهم الأبدية.
St-Takla.org Image: Bible Verse Art - God created everything
صورة انت مستحق أبها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة، لأنك أنت خلقت كل الأشياء، وهي بإرادتك كائنة و خلقت
ونحن المسيحيين نؤمن بأن الله خالقنا "يا رب أنت جابلنا وكلنا عمل يديك" (إش64: 8). وأنه خالق السماء والأرض "يا إلهي... من قِدمٍ أسست الأرض والسموات هي عمل يديك" (مز102: 25). وأن كل ما نتمتع به من خيرات أرضية هي من عنده "أبوكم الذي في السموات يهب خيرات للذين يسألونه" (مت7: 11). كما أنه قدم لنا عطايا روحية فائقة لأجل حياتنا الأبدية "مبارك الله... الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح" (أف1: 3). وفي هذه العطايا الروحية ظهرت لنا محبته الحقيقية التي ميزنا بها عن كل الخلائق. فإن كان هذا هو إيماننا بالله واعترافنا به بأنه خالقنا ورازقنا بخيرات الدنيا والآخرة فنحن إذًا لسنا كفرة.
وإن كنت تدعوني كافرًا لأني مختلف عنك في دينك فهل تقبل أن أدعوك أنت كافرًا لأنك مختلف عنى في ديني؟ وإن كان لا. فلماذا تكفرني؟ وهل من الحكمة أن يتبادل الناس اتهام بعضهم البعض بالكفر بسبب اختلافهم في عقائدهم؟ إن التعبير العاقل أننا مختلفان في الدين ولسنا كافرين. وليت كل واحد منا يحترم ديانة وعقيدة الآخر، ونبعد عن الحقد والضغينة التي تهدم المجتمع ولا تبنيه(1).
وأريد أن أسألك سؤالًا: هل يصح للمسلم الارتباط بكافرة؟ الإجابة هي لا حسب النص الصريح المكتوب في القرآن "وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ" (سورة البقرة 221)!  إذًا، فنحن غير كفرة أو مشركون، بدليل السماح للمسلم التزوج بمسيحية.  بل بالأكثر، فقد ارتبط النبي محمد رسول الإسلام بـ"ماريا القبطية"!
تحديث:، ونود أن نوضح أن الرد السابق هو لمن يريدون النظر في نقاط التلاقي والتعايش مع الآخر في هدوء..  ولم يكن الكلام يحمل نقاطًا عقائدية ولاهوتية عميقة..  بل مجرد كلام عام للمسلم المُعْتَدِل..  ولكن دعنا نضيف التالي:
أخي الحبيب.. المفهوم الذي قصدناه للكفر هو الشرك بالله.. أو عدم الإيمان بالله خالق السماء والأرض وكل ما فيها.. وهو يختلف عن مبدأ التكفير الإسلام مثلًا.. فنعم غير المسيحيون لا يؤمنون بعقيدة المسيحيين.. والمسلمون لا يؤمنون بعقيدة غير المسلمون.. ولكن نقطة أن هذا غير مؤمن في المسيحية، تختلف عن أن هذا كافر في الإسلام!
فردنا السابق هو رد عام للمسلم المعتدل الذي يسعى إلى مساحات مشتركة مع الآخرين في التعايش والمحبة.. ليس إلا..
أما إن أردت التحدث بالتفاصيل، فعليك البحث في موضوع التكفير في الإسلام، وموضوعات مثلًا الارتداد وغيره.. بل المهزلة ما نراه على الساحة المصرية الآن (بعد ثورة 25 يناير 2011) من تكفير الطوائف الإسلامية لبعضها البعض.. لدرجة أن شيخ الأزهر نفسه قال أن هذه الأفكار المتطرفة لا يمكن أن تخرج من المسلم المعتدل، ولا الأزهري الدارِس.. حول التفكير السلفي وغيره.. فنرى الآن محاولات الوحدة الوطنية خرجت من كونها بين المسيحيون والمسلمون، ولكن مشاكل الوحدة الوطنية الحالية بالأكثر هي ما بين الأخوان المسلمون، السلفيون، المسلمون المعتدلون، الصوفيون، القرآنيون.. إلخ!!
أفهمت الفرق يا عزيزي في نقطة التكفير؟
كتاب الله يقول: "الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 4)، فهو يدعو الجميع إلى الإيمان بمحبة..  والعقاب لغير المؤمن في الأبدية حسبما يدينه الله..  أما في الإسلام فنرى لعنة للكافرين: "لَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة 89)، ونرى "اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ..  اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة 98؛ سورة آل عمرن 32)..  فمن ناحية نرى الله يدعو الناس للهداية والخلاص، وعلى الجانب الآخر نرى "اللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ" (سورة البقرة 264)..
نحن لا نقارن ولا نقلل من قيمة ما تؤمن به،  ولكننا وددنا فقط توضيح الفرق بين المسيحية والإسلام في نقطة التعامل مع غير المؤمنين..  وهذا هو سبب استهتار البعض بالرد البسيط الأول الذي وضعناه في الصفحة..
المسيحية تحب الجميع، وكل إنسان له احترامه بغض النظر عن السن أو الجنس أو الدين أو التوجه العقيدي وغيره..  فالله الذي خلقك هو الذي خلقني..  ومبادئ المسيحية هذه هي التي جعلت العالم الغربي في تطوره واحترامه للإنسانية عبر العصور..  ومازال عالمنا العربي للأسف فريسة للجهل والاستبداد ومطمعًا لكل ديكتاتور يفعل به ما يريد..  فاختلاف دين الآخر في المسيحية، لا يجعلني أقلل من شأنه، أو لا أحترمه، أو لا أقبل سلطته في العلاقات الاجتماعية من العمل وغيره..  ولكن على الناحية الأخرى نرى بعض المسلمون ضد هذه الحقوق الإنسان الطبيعية، اعتمادًا على آيات مثل: "لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ" (سورة آل عمران 28)، "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ" (سورة النساء 144)..  إلى غير ذلك من الآيات..  فالولاية هنا لها علاقة بالولاية الدينية الإسلامية لرجال الدين وغيره..  أما في السياسة والحياة العامة، فلا يصح تطبيق هذه الأمور، لأنها تعني أن أي شخص غير مسلم (أو بمعنى أصح لا يتبع طائفة الإسلام التي تتبعها بالضبط فقط)، له حقوق أقل من الإنسان العادي!  ويصبح لدينا امتهان لحقوق الإنسان، وعودة إلى عصور التخلف التي رأيناها في أمريكا مثلًا من وضع الأفارقة السود في مرتبة بشرية أقل من الإنسان الأبيض، إلى غير ذلك..
فيا أخي المُقَرَّب إلى قلبي جدًا..  الله خلق جميع البشر، وللجميع حقوق متساوية..  فهو "يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ" (إنجيل متى 5: 45)، وهو وحده الديّان الذي له حق دينونة البشر..  فليس من حق أي إنسان أن يحكم على أي إنسان آخر بناءً على وجهة نظره هو وحده، كأنه يحتكر الحق المطلق، وحتى هذا الحق الذي يراه لا يتفق عليه جميع البشر..
فكن حكيمًا، وخذ الأمور بهدوء وبساطة..  فلا يوجد لدينا كمسيحيون ومسلمون حربًا..  دعنا نسمو فوق الاختلافات، نعمل معًا على رفعة الوطن، ونتلاقى في الخدمات الاجتماعية والفضائل الروحية العامة، بدون الغوص في أمورًا تزيد الفوارق بهدف التفرقة..
وليكن الله معك ومعنا، وليحفظنا في جميع طرقنا..

كيف الله يموت، يعطش، يتعب، ينام، يتألم..؟!


كيف الله يموت، يعطش، يتعب، ينام، يتألم..؟!

الإجابة:
بديهي أن الله طبيعته الإلهية غير قابلة للموت.
و نحن نقول عن الله في الثلاثة تقديسات "قدوس الحي الذي لا يموت". ولا يمكن أن ننسب إلى الطبيعة الإلهية الموت. ولكن الذي حدث في التجسد الإلهي، أن طبيعة الله غير المائتة اتحدت بطبيعة بشرية قابلة للموت.
و هذه الطبيعة البشرية هي التي ماتت على الصليب.
انفصلت فيها الروح عن الجسد، ولكن اللاهوت ظل متحدا بالروح، ومتحدًا بالجسد، وهو حي لا يموت. ولذلك نحن نقول في صلاة الساعة التاسعة "يا من ذاق الموت بالجسد في وقت الساعة التاسعة من أجلنا نحن الخطاة".
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت
St-Takla.org Image: Contemplation of Jesus Christ in the wilderness صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح يتأمل في البرية
St-Takla.org Image: Contemplation of Jesus Christ in the wilderness
صورة : السيد المسيح يتأمل في البرية
ولأننا لا نفصل الطبيعتين، نسب الموت إلى المسيح كله.
فالإنسان مثلا يأكل ويشرب. الجسد هو الذي يأكل، وليس الروح. والجسد هو الذي يشرب، وليس الروح. ومع ذلك نقول إن الإنسان هو الذي أكل وشرب، ولا نقول بالتحديد إن جسد الإنسان قد أكل.
كذلك في الموت: روح الإنسان لا تموت بل تبقى حية بعد الموت. ولكن الجسد هو الذي يموت بانفصاله عن الروح. ولا نقول إن جسد الإنسان وحده قد مات، بل نقول إن الإنسان قد مات (بانفصال روحه عن جسده). وكذلك في القيامة. إنها قيامة الجسد، لأن الروح لم تمت حتى تقوم. ومع ذلك نقول إن الإنسان قام من الأموات.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت
الطبيعة البشرية -المتحدة بالإلهية- هي التي ماتت. ولكن طبيعة الله لا تموت.
لو كان المسيح إلها فقط، غير متحد بطبيعة بشرية، فإن الموت كان خاصا بها. ونفس الوضع نقوله عن باقي النقاط.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت
الله لا ينام، ونقول عنه في المزمور إنه "لا ينعس ولا ينام" (مز 120).
و لكنه نام بطبيعته البشرية.. إلخ. ولكن طبيعته البشرية كانت متحدة بلاهوته اتحادًا كاملًا. فنسب ذلك أكل وشرب بطبيعته البشرية، تألم وتع بطبيعته البشرية.. إلخ. ولكن طبيعته البشرية كانت متحدة بلاهوته اتحادًا كاملًا.
أما عن عبارة "بكى يسوع" وباقي المشاعر البشرية.
فنقول إن الطبيعة البشرية التي اتحد بها، كانت تشابهنا في كل شيء ما عدا الخطية. فلو كان بلا مشاعر، ما كان إنسانًا. (انظر المزيد عن مثل هذه الموضوعات هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى).  وهو سمى نفسه "ابن الإنسان" لأنه أخذ طبيعة الإنسان في كل شيء، ماعدا الميل إلى الخطية. وكإنسان كانت له كل ما ينسب إلى الإنسان من مشاعر، ماعدا النقائص والخطاء.. وطبعا ليس في المشاركة الوجدانية خطأ. ليس في البكاء خطأ، بل هو دليل على رقة الشعور، وعلى الحب والحنو.
St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت
و ماذا إذن عن الصلاة؟
لو كان المسيح لا يصلى، لكانت رسالته عرضة للفشل، إذ يقولون عنه إنه غير متدين. وأيضًا ما كان يقدم قدوة صالحة لغيره في الفضيلة والحياة الروحية هو إذن -كإنسان- كان يصلى. كانت هناك صلة بين ناسوته ولاهوته. والصلاة هي صلة. صلة بين طبيعتنا البشرية، وبين الله.
ه.