البابا شنوده الثالث: 2016

ترجمة

الجمعة، 17 يونيو 2016

ابانوب النهيسي

الشهيد أبانوب النهيسي*


St-Takla.org Image: Saint Abanoub the young martyr صورة في موقع الأنبا تكلا: الشهيد أبانوب الصغير
صورة في موقع sons of lord jesus: الشهيد أبانوب الصغير
كلمة "أبانوب" مشتقة من "بي نوب" التي تعني "الذهب".
ولد بقرية نهيسة (مركز طلخا) في القرن الرابع، من أبوين تقيين محبين لله، هما مقارة ومريم، فقدهما وهو في الثانية عشرة من عمره، فصار حزينًا لأيام كثيرة.
دخل الصبي الكنيسة في أحد الأعياد ليجد الكاهن يحث الشعب على احتمال الضيق والاضطهاد بفرح، إذ كان دقلديانوس قد أثار الاضطهاد على المسيحيين. بعد التناول عاد الصبي الصغير إلى بيته وكلمات الأب الكاهن تدوي في أذنيه....
عندئذ ركع الصبي أمام الله يطلب عونه، ثم قام ليسير إلى سمنود وهو متهلل بالروح ينتظر الإكليل السماوي.

في سمنود:

أخذ الصبي الصغير يطوف المدينة التي وجد فيها الكنائس مهدمة والناس يشتمون في المسيحية.... فكان يطلب من الله مساندته له، عندئذ أرسل له رئيس الملائكة ميخائيل الذي عزاه وأرشده أن ينطلق في الصباح إلى الوالي ليشهد لمسيحه، مؤكدًا له أنه سيقويه ويشفيه وسط العذابات التي يحتملها.

أمام الوالي:

بكَّر جدًا أبانوب الصبي، وانطلق إلى الوالي وصار يكلمه بجرأة وشجاعة، الذي دهش لتصرفات هذا الصبي الصغير، فصار يلاطفه بوعود كثيرة، أما الصبي فكان يشهد للإيمان الحق. أغتاظ الوالي وأمر بضربه على بطنه حتى ظهرت أحشاؤه.... وجاء رئيس الملائكة يشفيه.
أُلقى الصبي في السجن ففرح به المسيحيون المسجونون، وتعرفوا عليه، وتعزوا بسببه.
في اليوم التالي قتل الوالي من المسجونين حوالي ألفًا، ونالوا إكليل الشهادة في التاسع من برمهات.
استدعى الوالي الصبي أبانوب وأمر بربطه من قدميه على صاري المراكب التي أستقلها الوالي متجها إلى أتريب، وفي تهكم قال: "لينظر هل يأتي يسوع ليخلصه؟!". أقلعوا بالمركب مبحرين حتى المساء، ثم أرخوا القلع ليجلس الوالي ويأكل ويشرب، وإذ بالكأس تتحجر في يده ويصاب الوالي بنوع من الفالج، وأصبح الجند أشبه بعميان? (ستجد المزيد عن هؤلاء القديسين هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام السير والسنكسار والتاريخ وأقوال الآباء). فنظر الوالي إلى الطفل المعلق ليجد رئيس الملائكة يقترب منه ليمسح الدم النازل من أنفه وفمه، ثم ينزله ويتركه في مقدمة المركب ويختفي.
طلب الوالي من الصبي أن يصلي لإلهه ليشفيه فيؤمن هو وجنده.... لكن أبانوب أجابه أن الله سيشفيه في أتريب.... وبالفعل صلى عنه وشفاه باسم الرب أمام والي أتريب، وقد آمن عدد كبير من الوثنيين بأتريب واستشهد بعضهم.

في أتريب (بنها):



قام والي أتريب بتعذيب الصبي بالجلد وبإلقائه في زيت مغلي وحرقه بنار وكبريت.... فظهر له السيد المسيح ومعه رئيسا الملائكة ميخائيل وجبرائيل.... وشفُى. عاد فوضع سيخين محميين بالنار في عينيه والرب شفاه.... فأمر ببتر يديه ورجليه، لكن الرب لم يتركه.
كان أبانوب في كل عذاباته سّر بركة لنفوس كثيرة قبلت الإيمان بالسيد المسيح، وتقدم كثيرون للاستشهاد بفرح.... وكان الرب يرسل ملائكته لتعزية الصبي!

إلى الإسكندرية:

إذ رأى الوالي الجموع التي تقبل الإيمان بسبب الصبي، أوفده إلى الإسكندرية مقيدًا بالسلاسل. التقى بامرأة بها روح نجس أخرجه منها وهو مقيد اليدين، فآمنت بالسيد المسيح، فاغتاظ أحد الجنود وقتلها.
أمام أرمانيوس والي الإسكندرية اعترف الصبي بالسيد المسيح محتملًا عذابات أخرى، منها إلقاؤه في جب به ثعابين وحيّات جائعة، والرب حفظه بملاكه ميخائيل.
خرج الصبي من الجب وقد تبعته بعض الثعابين.... فالتف أحدهما حول رقبة أرمانيوس والصبي أنقذه، الأمر الذي أدهش الكثيرين فقبلوا الإيمان واستشهدوا.
تعرض لعذابات أخرى، وأخيرًا قُطعت رأسه خارج المدينة على صخرة عالية بعد أن وقف بفرح يصلي طالبًا أن يغفر الله له خطاياه، ويتقبل روحه.
تقدم القديس يوليوس الأقفهصي وحمل جسده وكفنه وأرسله إلى نهيسة موطن ميلاده حيث دفن هناك.... وقد كتب سيرته.

تفسيير قول المسيح: أبي أعظم مني


معنى آية: أبي أعظم مني

 يسئ الأريوسيون فهم الآية التي قال فيها سيدنا يسوع المسيح " أبي أعظم مني " ( يو 14 : 28 ) . كما لو أن الأب أعظم من الابن في الجوهر أو في الطبيعة !! فما تفسيرها الصحيح 
                                          


                                                           صورة في موقع sons of lord jesus: يسوع المخلص
الإجابة:
هذه الآية لا تدل على أن الآب أعظم من الابن، لأنهما واحد في الجوهر والطبيعة واللاهوت.
وأحب أن أبيِّن هنا خطورة استخدام الآية الواحدة.
فالذي يريد أن يستخرج عقيدة من الإنجيل، يجب أن يفهمه ككل، ولا        

يأخذ  آية واحدة مستقلة عن باقي الكتب، ليستنتج منها مفهومًا خاصًا يتعارض مع روح الإنجيل كله، ويتناقض مع باقي الإنجيل!
ويكفي هنا أن نسجل ما قاله السيد المسيح:
"أنا والآب واحد" (يوحنا30:10).
واحد في اللاهوت، وفي الطبيعة، وفي الجوهر.  وهذا ما فهمه اليهود من هذا، لأنه لما سمعوه "أمسكوا حجارة ليرجموه" (يوحنا 31:10).  وقد كرر السيد المسيح نفس المعنى مرتين مناجاته مع الآب، إذ قال له عن التلاميذ: "أيها الآب احفظهم في اسمك الذين أعطيتني، ليكونوا واحدًا كما أننا واحد" (يوحنا 11:17).  وكرر هذه العبارة أيضًا "ليكونوا واحدًا"، كما أننا لاهوت واحد وطبيعة واحدة.

وما أكثر العبارات التي قالها عن وحدته مع الآب.
مثل قوله: "من رآني فقد رأى الآب" (يوحنا 9:14).
وقوله للآب: "كل ما هو لي، فهو لك.  وكل ما هو لكن، فهو لي" (يوحنا 10:17).  وقوله عن هذا لتلاميذه: "كل ما للآب، هو لي" (يوحنا 15:16). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا)  إذن فهو ليس أقل من الآب في شيء، مادام كل ما للآب هو له..
وأيضًا قوله "إني أنا في الآب، والآب فيَّ" (ية11:14؛ 38،37:10)، وقوله للآب "أنت أيها الآب فيَّ، وأنا فيك" (يو21:17)..  وماذا يعني أن الآب فيه؟ يفسر هذا قول الكتاب عن المسيح أن "فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا" (كو9:2).
St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت
إذن، ما معنى عبارة "أبي أعظم منى"؟  وفي أية مناسبة قد قيلت؟  وما دلالة ذلك؟
قال "أبي أعظم مني" في حالة إخلاءه لذاته.
كما ورد في الكتاب "لم يحسب خلسة أن يكون معادلًا لله.  لكنه أخلى ذاته، آخِذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس.." (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 7،6:2).
أي أن كونه معادلًا أو مساويًا للآب، لم يكن أمرًا يحسب خلسة، أي يأخذ شيئًا ليس له.  بل وهو مساو للأب، أخلى ذاته من هذا المجد، في تجسُّده، حينما أخذ صورة العبد.  وفي إتحاده بالطبيعة البشرية، صار في شبه الناس..
فهو على الأرض في صورة تبدو غير ممجدة، وغير عظمة الآب الممجد.
على الأرض تعرض لانتقادات الناس وشتائمهم واتهاماتهم، ولم يكن له موضع يسند فيه رأسه (أنجيل لوقا 58:9).  وقد قيل عنه في سفر أشعياء أنه كان "رجل أوجاع ومختبر الحزن..  محتقر ومخذول من الناس..  لا منظر له ولا جمال، ولا منظر فنشتهيه" (أش3،2:53).  وقيل عنه في آلامه إنه "ظُلِمَ، أما هو فتذلل ولم يفتح فاه" (اش7:53).
هذه هي الحالة التي قال عنها "أبى أعظم مني".
لأنه أخذ طبيعتنا التي يمكن أن تتعب وتتألم وتموت.
ولكنه أخذها بإرادته لأجل فائدتنا، أخذ هذه الطبيعة البشرية التي حجب فيها مجد لاهوته على الناس، لكي يتمكن من القيام بعمل الفداء..  على أن احتجاب اللاهوت بالطبيعة البشرية، كان عملا مؤقتًا انتهى بصعوده إلى السماء وجلوسه عن يمين الآب..  ولذلك قبل أن يقول: "أبي أعظم منى" قال مباشرة لتلاميذه: "لو كنتم تحبونني، لكنتم تفرحون لأني قلت أمضي إلى الآب، لأن أبي أعظم مني" (يو28:14).
أي أنكم حزانى الآن لأني سأُصلَب وأموت.  ولكنني بهذا الأسلوب: من جهة سأفدي العالم وأخلصه.  ومن جهة أخرى، سأترك إخلائي لذاتي، وأعود للمجد الذي أخليت منه نفسي.  فلو كنتم تحبونني لكنتم تفرحون أني ماضٍ للآب..  لأن أبي أعظم مني.
أي لأن حالة أبي في مجده، أعظم من حالتي في تجسدي.
إذن هذه العظمة تختص بالمقارنة بين حالة التجسد وحالة ما قبل التجسد.  ولا علاقة لها مطلقًا بالجوهر والطبيعة واللاهوت، الأمور التي قال عنها "أنا والآب واحد" (يوحنا 3:10).  فلو كنتم تحبونني، لكنتم تفرحون أني راجع إلى تلك العظمة وذلك المجد الذي كان لي عند الآب قبل كون العالم" (يوحنا 5:17).
لذلك قيل عنه في صعوده وجلوسه عن يمين الآب إنه "بعدما صنع بنفسه تطهيرًا عن خطايانا، جلس في يمين العظمة في الأعالي" (رسالة عبرانيين 3:1).
وقيل عن مجيئه الثاني أنه سيأتي بذلك المجد الذي كان له.
قال إنه "سوف يأتي في مجد أبيه، مع ملائكته.  وحينئذ يجازي كل واحد حب عمله" (إنجيل متى 27:16).  ومادام سيأتي في مجد أبيه، إذن فهو ليس أقل من الآب..
وقال أيضًا إنه سيأتي "بمجده ومجد أبيه" (لو26:9).
ويمكن أن تؤخذ عبارة "أبي أعظم مني" عن مجرد كرامة الأبوة.
مع كونهما طبيعة واحدة وللاهوت واحد.  فأي ابن يمكن أن يعطي كرامة لأبيه ويقول "أبي أعظم مني" مع أنه من نفس طبيعته وجوهره.  نفس الطبيعة البشرية، وربما نفس الشكل، ونفس فصيلة الدم..  نفس الطبيعة البشرية، ونفس الجنس واللون.  ومع أنه مساوٍ لأبيه في الطبيعة، إلا أنه يقول إكرامًا للأبوة: أبي أعظم منى.
أي أعظم من جهة الأبوة، وليس من جهة الطبيعة والجوهر.
أنا -في البنوة- في حالة مَنْ يطيع.
وهو -في الأبوة- في حالة من يشاء.
وفي بنوّتي أطعت حتى الموت، موت الصليب (في8:2).

الخميس، 16 يونيو 2016

تفسير قول المسيح: "لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا. لَيْسَ أحَدٌ صَالِحًا إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ" (مت17:19)

تفسير قول المسيح: "لِمَاذَا تَدْعُونِي صَالِحًا. لَيْسَ أحَدٌ صَالِحًا إلاَّ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ" (مت17:19)

يعتقد البعض ان هذه الآية يستطيعون استخدامها لنفي لاهوت السيد المسيح، والحقيقة ان هذه الآية في سياقها ومجملها تثبت اللاهوت ولا تنفيه، وتعالوا نفهم معا 

 

 

 

    

الثلاثاء، 31 مايو 2016

كيف لم يعرف المسيح خيانة اليهود له مسبقًا؟


  كيف لم يعرف المسيح خيانة اليهود له مسبقًا؟





الإجابة:

نعم، إن الله يعلم جميع الأشياء، وما بنفوس الخلق..  وله أيضًا معرفة مستقبلية، يعرف بها ما سوف يحدث..  ومن أجمل الآيات التي قيلت في ذلك في سفر يشوع ابن سيراخ الحكيم: "عَيْنَيِ الرَّبِّ أَضْوَأُ مِنَ الشَّمْسِ عَشَرَةَ آلاَفِ ضِعْفٍ؛ فَتُبْصِرَانِ جَمِيعَ طُرُقِ الْبَشَرِ، وَتَطَّلِعَانِ عَلَى الْخَفَايَا، هُوَ عَالِمٌ بِكُلِّ شَيْءٍ قَبْلَ أَنْ يُخْلَقَ؛ فَكَذلِكَ بَعْدَ أَنِ انْقَضَى" (سيراخ 23: 28، 29).
St-Takla.org         Image: The betrayal of Judas Iscariot, and showing Peter stretching out his hand with his sword, struck the servant of the high priest, and cut off his ear صورة: قبلة الخيانة، خيانة يهوذا الإسخريوطي، ويظهر في الصورة بطرس استل سيفه من غمده، وضرب عبد رئيس الكهنة، وقطع أذنه


والمسيح بصفة هو الله المتجسد له كل صفات الله، فهو الله!  وقد أوضحنا سابقًا في مقال حول ألوهية السيد المسيح هنا بموقع القديس تكلاهيمانوت، وإثبات أنه هو الله.  وهناك العديد من الشواهد التي أوضحت معرفته بالخفيات، منها:-

  • علمت أن قوة خرجت منى (في شفاء نازفة الماء).
  • علم يسوع أفكارهم (في شفاء المفلوج المحمول من أربعة). - إنجيل مرقس 2
  • علم يسوع فكر سمعان الفريسي وأدانته لزانية المدينة. - إنجيل يوحنا 8
  • وهناك العديد من الشواهد معرفة يسوع بما في داخل الفكر، مثل: إنجيل مرقس 11 - إنجيل متى 16 - إنجيل يوحنا 16 - إنجيل مرقس 2 - إنجيل متى 9...
  • علم يسوع بالإستار الذي سيخرج من السمكة. - إنجيل متى 17
  • وبالرجل حامل الجرة الذي سيلاقى تلميذيه في المدينة. - إنجيل مرقس 14
  • وبالجحش والأتان المربوطان - إنجيل متى 21
  • وبما تحدث به جباة الضرائب مع بطرس.
  • وبما كان التلاميذ فيه يتناقشون بالطريق من يكون الأول بينهم.
  • وبما نوى يهوذا عمله (ما أنت فاعله فافعله بأقصى سرعة).
  • وبما سيحدث لبطرس (تنكرني ثلاث مرات). - إنجيل متى 26 - إنجيل مرقس 14 -  إنجيل لوقا 22 - إنجيل يوحنا 13
  • وبما سيحدث من تلاميذه (تتفرقون فيها كل واحد إلى خاصته).
  • و وخرج للحراس في بستان جثسيماني وهو عالم بكل ما يأتي عليه - إنجيل يوحنا 18
  • وبما سيحدث له: ابن الإنسان لأيدي الناس فيصلبونه (يقتلونه). - إنجيل مرقس 9
  • وبقيامته: "وفى اليوم الثالث يقوم". - إنجيل مرقس 9
  • وبلقياهم: بعد قيامتي أسبقكم إلى الجليل هناك ترونني. - إنجيل متى 26 - إنجيل مرقس 14
  • وبصعوده "إني صاعد إلى أبي الذي هو أبوكم". - إنجيل يوحنا 20
  • وبحلول روح الأب القدوس: لن أترككم يتامى إني سأجيء إليكم.. خير لكم أن أنطلق أن لم أنطلق لا يأتيكم المعزى... إن ذهبت أرسله إليكم". - إنجيل يوحنا 14
  • وبما سيحدث لأورشليم "يهدمونك وبنيك فيك". - إنجيل لوقا 19
  • وللهيكل: "حجر على حجر لا يترك إلا وينقض". - إنجيل متى 24 - إنجيل مرقس 13 - إنجيل لوقا 21
  • ولليهود: "ويل للحبالى والمرضعات في ذلك اليوم". - إنجيل متى 24 - إنجيل لوقا 21
  • وللمسيحيين: "تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم قربانا لله". - إنجيل يوحنا 16
  • وللتلاميذ: "أذهبوا إلى العالم أجمع وأكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها". - إنجيل مرقس 16
  • وليوم الخمسين: "ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودا". - سفر أعمال الرسل 1

أما الطريف أن صاحبة السؤال التي راسلتنا هنا في موقع الأنبا تكلا هي فتاة مسلمة، ومذكور في كتاب القرآن نفسه على لسان المسيح أنه يعرف الخبايا: "وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" (آل عمران3: 49)!  وقد تناول كتاب مريم والمسيح تأليف الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي ص 50 ، 51 هذا الأمر بالشرح.

وفي كتاب قصص الأنبياء للإمام أبن كثير ص 587 ، 588، تحدث عن كيف كان المسيح كطفلًا يعلم الغيب.  وفي كتاب حكم ومواعظ عيسى بن مريم ص 52 فقرة 83، أنبأ المسيح عن مسلمه "الحواري الذي أحبطت حسناته لعجبه بنفسه"، وعن لصًا تائب..

وقد جاء في سورة الزخرف: "وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ... وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ". (الزخرف 56 ، 61). قال الجلالان في تفسير هذه الكلمة "لعلم الساعة" أنه عيسى لعلم الساعة يعلم بنزولها. ومتى ذكرنا أن المعروف عند الناس، أن الله ينفرد عن خلقه بأنه وحده عنده علم الساعة ، ندرك الميزة التي أفردها القرآن للمسيح، ونقابل هذا بما جاء في (سورة لقمان 34) إن الله عنده علم الساعة، أو ما جاء في سورة (الشورى 17) "وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ".  أما في سورة (النازعات 42-46) فقد أدلى القرآن بحديث طويل يوضح أنها من اختصاص الله وحده قال فيه موجها الحديث لمحمد: "يسألونك عن الساعة، إيان مرساها، فيم أنت من ذكراها، إلى ربك منتهاها، إنما أنت منذر من يخشاها، كأنهم يوم يرونها، لم يلبثوا إلا عشية وضحاها".

وأخيرًا حول معجزة حواء بدون أم، فقد تناولنا هذا الأمر سابقًا، وستجدين رابط المقال في المراجع بأسفل.

انجيل برنابا

إنجيل برنابا






أنا أطلب منك ايها القارئ أن تقرأ أولًا أنجيل برنابا فستجده يطعن في اليهودية والمسيحية والإسلام، ويسيء إليهم جميعهم على حد سواء.  أما الإجابة عن حقيقة هذا المزعوم أنه إنجيل فهو ليس إنجيلًا، ولكنه كُتِب في القرن الخامس عشر عن طريق راهب كاثوليكي ارتد عن المسيحية.

  • كتاب برنابا كُتِبَ في القرون الوسطى
  • ما قاله المسلمون عن إنجيل برنابا
  • أخطاء إنجيل برنابا ضد الإسلام
  • د. خليل سعادة مترجم كتاب برنابا
  • رأي كبار الكتاب المسلمين في إنجيل برنابا
  • هل أنت كمسلم تؤمن بإنجيل برنابا أم لا؟!
  • المصادر ومراجع للاستزادة


هناك العديد من الأدلة أن الكتاب كُتِبَ في القرون الوسطى:

  • الكتاب ينكر ألوهية السيد المسيح، فلو كان الكتاب مُتاحًا في القرون الأولى فلماذا لم يستشهد به أريوس وأتباعه الذين أنكروا ألوهية السيد المسيح؟
  • لماذا لم يرد ذكره في المجامع المسكونية أو الإقليمية؟
  • لماذا لم يذكر في الجداول التي سجلت أسفار الكتاب المقدس؛ مثل جدول مورتوري و أوريجانوس و أثناسيوس و يوسابيوس و غريغوريوس؟
  • لماذا لم يرد ذِكره في فهارس الكتاب القديمة عند العرب أو المستشرقين، ولا في كتب التاريخ.

 * إليك ما قاله المسلمون عنه :

1) قال الطبري: أنه لا يعرف لدينا سوى أربعة أناجيل فقط كتبها حواريو المسيح وأتباعه الذين أرسلهم للبشارة في الأرض ومنهم أربعة كتبوا الأناجيل وهم [يوحنا ومرقس ولوقا ومتى]. ( تاريخ الطبري ج 1 ص103 ).
2
) قال المسعودي: أما الذين نقلوا الإنجيل فهم أربعة [لوقا، مرقس، يوحنا، متى] (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) (مروج الذهب للمسعودي ج1 ص312).
http://jesusloves16.blogspot.com/2016/05/blog-post_41.html
 Saint Barnabas the Apostle
: القديس برنابا الرسول
3) قال الشهرستاني: أن أربعة من الحواريون اجتمعوا وجمع كل منهم جمعًا سماه الإنجيل وهم [متى ولوقا ومرقس ويوحنا] وذكر أجزاء من آيات من متى ويوحنا (الملل و النحل للشهرستاني ج1 ص100).
فهؤلاء تحدثوا عن الأناجيل ولم يأت ذكر لأي واحد منهم عن إنجيل برنابا، ولو صح أن هناك إنجيل لبرنابا لما تركوه أو تجاهلوه خاصةً وهم يبحثون عن ما يهدم العقيدة المسيحية ويلغي لاهوت المسيح.  هل علمت الآن لماذا نرفض جميعنا (مسلمين ومسيحيين) إنجيل برنابا؟
    نحن كمسيحيون لا نحتاج الأدلة على زيف هذا الإنجيل..  لذا فاهتمامنا هنا توضيح لماذا هو ضد الإسلام!
St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

* أخطاء ضد الإسلام:

  • هذا الكتاب يقول أن المسيح هو محمد بينما القران يقول أن المسيح هو يسوع عيسى أبن مريم "إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ" (سوره النساء 171) و"إِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ" (آل عمران 45).
  •  يقول أن مريم ولدت بغير ألم بينما القران يقول "فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا" (سورة مريم 23).
  • يقول أن أخو هابيل هو قايين بينما القران يقول أنه قابيل.
  • نسبة الإنجيل إلى برنابا لا يوافق عليها القران "وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ, وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" (سور المائدة 46، 47).
  • نهى إنجيل برنابا عن الاقتران بأكثر من امرأة كما جاء في ص 125 و 178.
  • دعوته لوحدة الزواج ضد الإسلام. كذلك دعواته للرهبنة والكفر بالجسد ضد الإسلام حيث لا يوجد رهبنة في الإسلام.
  •  كذلك كلامه من الجسد وعن المرأة في (الفصول 116-120).
  • في الفصل 12:69 يقول من يجدف على الروح القدس لا مغفرة له و القران يقول أن الروح هو جبريل ولا يؤمنون بلاهوت الروح القدس.
  • في الفصل 4:74 يقول أخطاء سليمان في طلبه إقامة وليمة لجميع خلائق الله بينما في القران يؤمنون بعصمة الأنبياء.
  • في الفصل 3:99 يقول أن الله غيور على كرامته ويحب إسرائيل كعاشق بينما الإسلام لا يوافق لأن الوعد عنده لإسماعيل وليس لإسحاق (إسرائيل).
  • في الفصل 35 يقول أن الله ترك كتلة التراب 25 آلف سنة بينما القران يقول سبحانه يقول للشيء كن فيكون.
  • في الفصل 4:44 يقول أن التوراة محرفة في أيامه كتبها أحبارنا الذين لا يخافون الله بينما القران يقول أنه نزل مصدقًا لما بين يده من التوراة والإنجيل.
  • في الفصل 7:52  يقول أن رسول الله سيخاف الآن الله إظهار لجلاله سيجرد رسوله من الذاكرة حتى لا يذكر كيف أن الله أعطى كل شيء و هذا لا يوافق علية الإسلام.
  • تختلف أسماء الملائكة عنده عن القران فيقول أن روفائيل هو ملاك للموتى.
  • في فصل 17-35 يقول أن عدد الأنبياء 144 آلفا.
  • وضد القران أيضًا أن يقول أن الشيطان كان بمثابة كاهن ولا حتى الملائكة كهنة.
  • وفي الفصل 27:43 يقول أن داود النبي داع محمد ربًا بقوله "قال الرب لربي أجلس عن يميني حتى أضع أعدائك تحت قدميك" و لا يمكن أن الإسلام يقول أن محمد كان رب!!
  • في الفصل3:50 لا يوجد أحد صالح إلا الله وحدة لذلك كان كل إنسان كاذبً و خاطًا وهذا لا يتفق مع الإسلام الذي ينادي بـ عصمة الأنبياء.
  • وكلامه عن فساد كل نبوة في (الفصل 9:189).
  • جاء في (ص 75 و110 و280) إن يسوع قال للكهنة عن نفسه أنه ليس المسيا بل المسيا هو محمد الذي سيأتي بعدة..! والمسلمون لا يعتقدون بذلك بل يؤمنون أن المسيا هو المسيح لان كلمتيّ المسيا والمسيح مترادفتان بمعنى الممسوح أو المعين من الله.
St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت
وقد ذكر د. خليل سعادة وهو الذي ترجم الكتاب إلى العربية في مطلع القرن العشرين (15 مارس 1908 في القاهرة)، وقدم له بمقدمة تاريخية جاء فيها: "ثم أنه لم يرد ذكر لهذا الإنجيل في كتابات مشاهير الكتاب المسلمين سواء في العصور القديمة أو الحديثة، حتى ولا في مؤلفات مَنْ انقطع منهم إلى الأبحاث والمجالات الدينية مع أن أنجيل برنابا أمضى سلاح لهم في مثل تلك المناقشات.  وليس ذلك فقط، بل لم يرد ذكر لهذا الإنجيل في فهارس الكتب العربية عند الأعارب أو الأعاجم أو المستشرقين الذين وضعوا فهارس لأندر الكتب العربية من قديمة وحديثة". 
 * رأي كبار الكتاب المسلمين:
د. محمد شفيق غربال: "هو إنجيل مزيف وضعه أوربي من القرن الخامس عشر وفي وصفه للوسط السياسي والديني في القدس أيام المسيح أخطاء جسيمة.  كما يصرح على لسان عيسي أنه ليس المسيح إنما جاء مبشرًا بمحمد الذي سيكون المسيح".
عباس محمود العقاد: بعد أن فند هذا الإنجيل انتهى إلى أنه أنجيل مزيف: "فيه أخطاء لا يجهلها اليهودي المطلع على كتب قومه، ولا يرددها المسيحي المؤمن بالأناجيل، ولا يتورط فيها المسلم الذي يفهم ما في إنجيل برنابا من التناقض بينه وبين القرآن". (جريدة الأخبار 26/10/1959).
علي عبد الواحد وافي (رئيس قسم الفلسفة بجامعة القاهرة في كتابه الأسفار الثلاثية في الأديان السابقة للإسلام، يقول عن أنجيل برنابا: "بعض ما يشمل عليه هذا الكتاب نفسه يحمل على الظن بأنه موضوع (أي من وضع إنسان وليس موحى به)، فالإسلام ليس في حاجة إلى كتاب كهذا تحوم حوله شكوك كثيرة".
أ. د. محمود بن الشريف: يتحدث عن عدم وجود الأصل العبري للإنجيل، ووجود فقط نسخة إيطالية دليل على أنه لمفكر إيطالي اعترف بمحمد وبرسالته وبعيسى ورسالته فأخرج هذا الإنجيل ونسبه إلى برنابا.
St-Takla.org                     Divider     فاصل موقع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - أنبا تكلا هايمانوت

 نعم أم لا؟!

# وهناك سؤال أخير إلى الأخوة المسلمين الذين يهللون لهذا الكتاب الكوميدي: هل تؤمن به أم لا؟!  يجيب البعض نعم أؤمن به..  فهو "مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد"، فهو كلام الله.  حسنًا، اقرأ هذا من إنجيل برنابا: "الحق أقول لك إن السموات تسع، موضوعة.." (فصل 178 آية 6).  ألازلت تظن أنه كلام الله؟! هل يتعارض كلام الله؟  اقرأ ما كُتب في القرآن الكريم: "تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ" (سورة الإسراء 44)، "رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ" (سوره المؤمنون 86)، "فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ" (سورة فصلت 12)، "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ" (سورة الطلاق 12).  وحتى في هذا يتعارض مع الإنجيل كعادته، حيث يقول الكتاب المقدس أن السموات ثلاث (بخلاف سماء السموات التي بها عرش الله).
أمازلت تقول أنه كلام الله؟  ربما تغير رأيك الآن..  وإن كنت تقول أنه ليس كلام الله، فلماذا كل هذا الضغط على مثل هذا الموضوع، الذي قد يحسمه طفل صغير عندما يقرأ أمورًا مثل أن سُرَّة الإنسان بسبب بصاق الشيطان (فصل 35)!!  أو تفاحة آدم بسبب ما وقف في حلقه!!  أو أنين الشمس وبكاء الأعشاب والنباتات (فصل 53)!!!
وخلاصة القول: فإن كان إنجيل برنابا هو كلام الله كما تقول، فكيف يتعارض كلام الله؟!  وإن لم يكن كلام الله كما ثبت، فلماذا تصر على أنني يجب أن أؤمن به؟!

تفسير اية "اما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد.. ولا الإبن"، و"لست أفعل شيئًا من نفسي"


اللاهوت والناسوت




نعم إن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، ولكنه هنا يتحدث بصفة الناسوت.  أي الابن الخاضع لمشيئة الآب الذي أرسله، فلقد أخلى ذاته آخِذًا صورة عَبْد وأطاع حتى الموت، موت الصليب.  فهنا يُظْهِر الخضوع التام في إتمام إرساليته ويتكلم أيضًا هنا بصفته نائب عن البشرية في تقديم الخلاص.
ولنا أحداث كثيرة كان المسيح يتكلم بصفته الناسوتية Humanity ولم يفترق عنه اللاهوت Divinity، ونرى ذلك عندما تعب من السفر – جلس على بئر يعقوب – جاع – بكى على لعازر..  وأيضًا كان بصفته اللاهوتية ولم يفترق عن الناسوت عندما صنع معجزاته كلها.
 
كما أن الآب مساو للابن مساوٍ للروح القدس، ولقد قال الابن عن نفسه: "أنا والآب واحد" (واحد في الجوهر، الطبيعة اللاهوتية).  وقال كذلك: "مَنْ رآني فقد رأى الآب".   ونحن نقر في "قانون الإيمان" أنه مساوي للآب في الجوهر.  ونستطيع أن نُشَيِّه علاقة الآب والابن كعلاقة العقل والفكر؛ فالعقل هو مصدر الفكر، والفكر هو جوهر العقل.  وبما أن المسيح قال عن نفسه "لستُ أفعل شيئًا من نفسي"، والفكر يُصدَر من العقل، إذن فيمكن تفسيرها كما سبق.  ولكننا لا ننسى في نفس الوقت أن الفكر هو جوهر العقل، وإن كان المسيح هنا يتكلم بلغة الخضوع التام للآب الذي أرسله، والطاعة الكاملة لمشيئته.
St-Takla.org           Image: An ancient mosaic of Jesus Christ face صورة: من لوحة فسيفساء قديمة (موزاييك) تصور وجه المسيح
: An ancient mosaic of Jesus Christ face
: من لوحة فسيفساء قديمة (موزاييك) تصور وجه المسيح

 إن نفس الشخص الذي جاع هو الذي أطعم الجموع..  وذلك الذي بكى على موت لعازر هو نفسه الذي أقامه...
أما عن آية" أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذي في السماء ولا الابن إلا الآب" (إنجيل مرقس 32:13)، فتفسيرها كالآتي:
أولًا: يقول القديس أمبروسيوس أن السيد المسيح هو الديان وهو الذي قدم علامات يوم مجيئه لذا فهو لا يجهل اليوم. هذا وإن كان يوم مجيئه هو "السبت" الحقيقي الذي فيه يستريح الله وقديسوه فكيف يجهل هذا اليوم وهو "رب السبت" (أنجيل متى 12: 18)؟
ثانيًا: يرى القديس أغسطينوس أن السيد المسيح لا يجهل اليوم، إنما يعلن أنه لا يعرفه، إذ لا يعرفه معرفة مَنْ يبيح بالأمر. لعله يقصد بذلك ما يعلنه أحيانًا مدرس حين يُسأل عن أسئلة الامتحانات التي وضعها فيجيب أنه لا يعرف بمعنى عدم إمكانيته أن يُعلن ما قد وضعه، وأيضًا إن سُئل أب اعتراف عن اعترافات إنسان يحسب نفسه كمن لا يعرفها. يقول القديس أغسطينوس: [حقًا إن الآب لا يعرف شيئًا لا يعرفه الابن، لأن الابن هو معرفة الآب نفسه وحكمته، فهو ابنه وكلمته وحكمته. لكن ليس من صالحنا أن يخبرنا بما ليس في صالحنا أن نعرفه... إنه كمعلم يعلمنا بعض الأمور ويترك الأخرى لا يُعَرِّفنا بها. إنه يعرف أن يخبرنا بما هو لصالحنا ولا يخبرنا بالأمور التي تضرنا معرفتها].
كما يقول: [قيل هذا بمعنى أن البشر لا يعرفونها بواسطة الابن، وليس أنه هو نفسه لا يعرفها، وذلك بنفس التعبير كالقول: "لأن الرب إلهكم يمتحنكم لكي يعلم" (تث 13: 3)، بمعنى أنه يجعلكم تعلمون. وكالقول: "قم يا رب" (مز 3: 7)، (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) بمعنى "اجعلنا أن نقوم"، هكذا عندما يُقال أن الابن لا يعرف هذا اليوم فذلك ليس لأنه لا يعرفه وإنما لا يظهره لنا.]
بنفس الفكر يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [بقوله "ولا ملائكة" يسد شفاهم عن طلب معرفة ما لا تعرفه الملائكة، وبقوله "ولا الابن" يمنعهم ليس فقط من معرفته وإنما حتى عن السؤال عنه.]
هكذا أيضًا قال الأب ثيؤفلاكتيوس: [لو قال لهم أنني أعرف الساعة لكنني لا أعلنها لكم لأحزنهم إلى وقت ليس بقليل لكنه بحكمة منعهم من التساؤل في هذا الأمر.] وقال القديس هيلاري أسقف بواتييه: إن السيد المسيح فيه كنوز المعرفة، فقوله إنه لا يعرف الساعة إنما يعني إخفاءه كنوز الحكمة التي فيه.
ثالثًا: يرى القديس إيريناؤس أنه وإن كان السيد المسيح العارف بكل شيء لم يخجل من أن ينسب معرفة يوم الرب للآب وحده كمن لا يعرفه، أفلا يليق بنا بروح التواضع أن نقتدي به حين نُسأل في أمور فائقة مثل كيفية ولادة الابن من الآب أن نُعلن أنها فائقة للعقل لا نعرفها.
 
وبخصوص أنه أخفى عنهم معرفة الساعة على الرغم من قوله لهم سابقًا: "أُعطيَ لكم أن تعرفوا سر ملكوت الله، وأما الذين هم من خارج فبالأمثال يكون لهم كل شيء" (مرقس 11:4).  ألم يكن يشتاق السيد أن يدرك الكل أسرار ملكوته إذ قال: "أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء، وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك" (إنجيل متى 11: 25- 26)!
أ. يقول أحد الدارسين إنه يليق بنا فهم كلمات السيد المسيح بالفكر اللاهوتي الذي كان للكنيسة الأولى، فإن كلمات السيد تميز بين مجموعتين: الذين له مع الاثني عشر، والذين هم في الخارج [10-11]. فإن سرّ الملكوت لم يعلن للاثني عشر وحدهم بل للذين التفوا حول السيد في كنيسته، أما الذين في الخارج فهم اليهود رافضو الإيمان به. فمن يتمتع بالحياة الكنسية ويكون تابعًا للسيد ينعم بقلب منفتح يدرك سرّ ملكوت الله، أما الذي يبقى في الخارج فلا يقدر أن يدرك السرّ في أعماقه، بل يحرم نفسه بنفسه من المعرفة الإيمانية الحية، فيبصر بعينيه الجسديتين ويسمع بأذنيه الماديتين، أما أعماقه فلا ترى ولا تسمع. وهكذا لا يرجع إلى المخلص ولا يتمتع بغفران خطاياه.
ب. قدم السيد تعاليمه علانية للجميع، لكن الأمر يحتاج إلى التمتع بإعلان السرّ، هذا السرّ يعطى لكل نفسٍ تأتي إلى السيد مع الاثني عشر لتنفرد به وتنعم بعمله الخفي فيها. إن كان ملكوت الله يشبه لؤلؤة كثيرة الثمن، فإن الله لا يبخل عن أن يعطيها لكل إنسانٍ يتقدم إليه في جدية يسأله إياها.
تُقدم كلمة الله مجانًا لكنها لا تعلن إلا لمن يشتاق إليها طالبًا معرفة "سرّ ملكوت الله"، الأمر الذي نلمسه بقوة في حياة معلمنا بولس الرسول، إذ يقول: "نتكلم بحكمة الله في سرّ، الحكمة المكتومة التي سبق فعينها قبل الدهور لمجدنا" (1 كو 2: 7)، ويدعو الإنجيل "سرًا" (رسالة أفسس 6: 19).
بنفس الفكر نجد السيد المسيح يقدم حياته مبذولة على الصليب علانية، لكنه لا يستطيع أحد أن يتفهم سرّ الصليب إلا الراغب في الالتقاء معه ليتعرف على قوة قيامته. فالصليب تمت أحداثه أمام العالم، أما القيامة فيختبرها الراغبون في التمتع بعملها فيهم، هؤلاء الذين يصعدون مع التلاميذ في علية صهيون يترقبون ظهوره!
ج. كان اليهود يحسبون الأمم "في الخارج"، إذ لا ينعمون بما تمتع به اليهود من آباء وأنبياء وشريعة مقدسة ومواعيد إلهية. والآن في هذا المثل يكشف لهم السيد أن الذين في الخارج هم اليهود الذين مع ما تمتعوا به من هذه الأمور رفضوا الدخول إلى سرّ الملكوت، فصاروا كما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: يبصرون السيد المسيح يخرج الشياطين فيقولون به شيطان، ويبصرون القائمين من الأموات (مثل لعازر) فلا يسجدون له بل يفكرون في قتله.
 
وبخصوص عبارة "لست أفعل شيئًا من نفسي..  بل أتكلم كما علمني أبي" (إنجيل يوحنا 28:8)، فبهذا يعلن أن جوهره هو مثله تمامًا، وأنه لا ينطق بشيءٍ إلا بما في ذهن الآب.  إنه يقول أنا لست من نفسي. لأن الابن هو الله من الآب، ولكن الآب هو الله ليس من الابن. الابن إله من إله، الآب هو الله وليس من إله. الابن هو نور من نور، والآب هو نور لكن ليس من نور. الابن كائن، لكن يوجد من هو كائن منه، والآب كائن ولكن لا يوجد من هو كائن منه.
لم يعلمه كما لو كان قد ولده غير متعلم. لكن أن يعمله إنما تعني نفس معنى ولده مملوء معرفة... منه نال المعرفة بكونه منه نال كيانه. لا بأن منه نال أولًا كيانه وبعد ذلك المعرفة. وإنما كما بميلاده أعطاه كيانه، هكذا بميلاده أعطاه أن يعرف، وذلك كما قيل لطبيعة الحق البسيطة، فكيانه ليس بشيء آخر غير معرفته بل هو بعينه.
 
إن موضوع اللاهوت والناسوت يختلط عليك كثيرًا..  إنه إتحاد بغير اختلاط ولا امتزاج ولا تغيير ولا استحالة..  إنه مثل إتحاد الحديد والنار؛ ففي حالة الحديد المُحمى بالنار، لا نقول هناك طبيعتان: حديد ونار، وإنما نقول حديد محمى بالنار، كما نقول عن طبيعة السيد المسيح أنه إله متأنس، أو اله متجسد، ولا نقول أنه اثنان إله وإنسان.
وفي حالة الحديد المحمى بالنار لا توجد استحالة؛ فلا الحديد يستحيل إلى نار، ولا النار تتحول إلى حديد.
لا تنسى آيات عديدة: "أنا والآب واحد" (يو30:10)، وذكرت بنفس المعنى كذلك في (يو11:17، 22).
- "أنا في الآب والآب فيَّ" (يو10:14، 11).
- "كل ما هو لي فهو لك، وكل ما هو لك فهو لي" (يو10:17).
- "لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الآب" (يو22:5)
- "أنتم تؤمنون بالله، فآمنوا بي" (يو1:14).
- "مَنْ رآني فقد رأى الآب" (يو9:14).
 
* السيد المسيح وصفاته الإلهية:
1- قدرته على الخلق (يو3:1، 10؛ عب1:1؛ كو16:1؛ 1كو6:8؛ لو10:9-17؛ مت32:15-38؛ يو7:2، 8؛ يو32:9)..
: Jesus Christ Pantocrator the Almighty, illustration, used with permission - by Mina Anton 
- السيد يسوع المسيح البانطوكراطور الضابط الكل، رسم توضيحي، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون
كيف يكون المسيح خالقًا، بينما الخلق من صفات الله وحده؟  لقد كان يخلق بقوة لاهوته، باعتبار أنه الأقنوم الثاني، عقل الله. 
2- المسيح معطي الحياة (يو4:1؛ مر22:5، 35-42؛ لو11:7-17؛ يو11؛ يو21:5؛ 33:6، 35-58؛ 27:10، 28؛ 10:4-14).
لم يحدث مطلقًا أن إنسانًا تحدث بهذا الأسلوب، الذي به يكون واهبًا للحياة، ومُعطيًا لها، وأنه يعطي حياة أبدية، وانه يُحيي مَنْ يشاء.  والذي يتبعه يحيا إلى الأبد، ولا يهلك، ولا يخطفه أحد من يده..  إنها كلها أعمال من سلطان الله.
3- السيد المسيح فوق الزمان (يو58:8؛ رؤ16:22؛ 5:5؛ مز3:110؛ يو5:17، 24؛ كو15:1-17؛ يو3:1، 10؛ مي2:5؛ 1كو24:1؛ عب8:13؛ متى20:28)..
4- المسيح موجود في كل مكان (متي20:18؛ أع9:1؛ لو43:23؛ في23:1؛ مت20:28؛ يو13:3؛ يو23:14؛ غل20:2؛ رؤ20:3)..
ثابت من كل ما سبق أن السيد المسيح كائن غير محدود، موجود في كل مكان؛ في السماء وفي الفردوس، وفي نفس الوقت على الأرض، في أماكن العبادة وفي اجتماعات المؤمنين، وفي قلوب محبيه..  كما أنه يقرع على أبواب قلوب الضالين والمبتعدين عن وصاياه.  ينتقل مع كل إنسان حيثما انتقل، ويكون معه وهو مستقر.  هو مع الأحياء وأيضًا مع الذين انتقلوا.  كل هذا لا ينطبق إلا على كائن واحد هو الله.
5- نزوله من السماء (يو41:6؛  33:6، 38؛ 27:16، 28؛ في7:2؛ يو3:1؛ 13:3؛ 18:1؛ مت34:5؛ أع9:1؛ يو28:16)  وله فيها سلطان (أع59:7؛ 2كو2:12، 4؛ لو43:23؛ مت19:16؛ 18:18؛ في9:2؛ عب25:7، 26)..
إذن من علاقة المسيح بالسماء، يمكن إثبات لاهوته بدلائل كثيرة.
 6- هو الأول والآخر (رؤ7:1، 8، 9-13، 17؛ 12:22-16).
يقول الله في سفر أشعياء "أنا هو الأول والآخر"، وهذا ما يقوله المسيح في سفر الرؤيا!  فكيف يمكن التوفيق بين القولين إلا أنهما لكائن واحد هو الله..
 7- المسيح هو الرب (مز1:109؛ مت43:22-46؛ 21:7؛ لو46:6؛ مت22:7، 23؛ 44:25، 31؛ لو25:13؛ أع59:7؛ 1كو8:6؛ يو28:20، 29؛ أع31:16؛ 2بط18:3؛ يع1:2؛ اكو8:2؛ مت8:12؛ 30:14؛ 33:14؛ لو8:5؛ يو7:21؛ 12:21؛ لو43:1؛ يو18:20، 18، 25؛ لو34:24؛ يو15:21-17؛ لو10:2، 11؛ مت5:28، 6؛ مر19:16، 20؛ لو13:7؛ لو17:10؛ 6:22؛ 8:19؛ 31:22-61؛ أع5:9، 6؛ 11:15؛ 2كو14:13؛ كو17:3؛ 10:2؛ 11؛ عب30:1؛ مر3:11؛ لو31:19؛ رؤ20:22، 21)..
 7- الإيمان به (يو1:14؛ 16:3؛ 24:8؛ 25:11، 26؛ أع31:16؛ مر16:16؛ أع43:10؛ 38:13، 39؛ 38:2؛ 39:13؛ رو1:5؛ يو38:7، 39؛ 1كو3:12؛ أع17:8؛ 1يو20:2، 27؛ رو33:9؛ 11:10؛ 1بط6:2؛ يو36:3؛ أع36:8، 37؛ يو31:20؛ 5:3؛ 12:1)..
لا يمكن لإنسان أيًّا كان أن يحصل مَنْ يؤمن به على كل هذه النتائج الروحية التي ذكرناها، والتي تتعلق بأبدية المؤمن، ومركزه مع الله كابن، ومع الكنيسة كعضو فيها بالإيمان و المعمودية.
ولكن، ما هو كنه هذا الإيمان بالمسيح؟  نؤمن بأن يسوع هو المسيح، وهو ابن الله (يو31:20).  ونؤمن بأنه ابن الله الوحيد (يو16:3، 18) بكل ما تحمل هذه العبارة من صفات لاهوتية.  ونؤمن بأنه اللوجوس، عقل الله الناطق، كلمة الله..  ونؤمن أنه في الآب والآب فيه (يو10:14، 11).  ونؤمن أن من يرى المسيح فقد رأى الآب (يو9:14).  ونؤمن أن فيه الحياة (يو4:1؛ 1يو11:5)، ونؤمن انه مخلص العالم (يو42:4؛ مت21:1) وأنه كفارة لخطايانا (1يو10:4؛ 2:2) ونؤمن أيضًا بكلامه..  وبالطريق الذي رسمه الرب للخلاص..
كل هذا يدل على لاهوت المسيح، يُضاف إليها إيمانك بصفاته اللاهوتية.
 8- قبوله العبادة والسجود (يو38:9؛ مت33:14؛ لو8:5؛ مر33:5؛ 18:5؛ 25:5، 26؛ مت9:28؛ 18:28؛ مت11:2؛ في10:2، 11؛ متى22:7؛ يو13:14، 14).
 9- له المجد إلى الأبد، وهي عبارة خاصة بالله وحده (أش3:6؛ 8:42).  (مت31:25؛ 32؛ 2بط18:3؛ 1بط11:4؛ يه25؛؛ مت27:16؛ لو26:9؛ رؤ17:7؛ 13:5، 6؛ 21:3؛ يو4:17، 5)..
 10- المسيح هو الصالح القدوس (لو35:1؛ أع14:3؛ عب26:7؛ أع30:4، 27؛ رؤ7:3؛ عب26:7؛ يو46:8؛ 30:14؛ عب15:4؛ 2كو21:5؛ 1يو5:3؛ 1بط22:2؛ مت4:27، 24، 19؛ مر24:1).
إن كان ليس أحد صالحًا، إلا واحد فقط وهو الله (متى17:19)، وقد ثبت أن المسيح هو صالح أو هو الوحيد الصالح.  إذن هو الله.  هذا الذي انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات.  وإن كان الله وحده قدوس (رؤ4:15)، وقد ثبت أن المسيح قدوس، إذن هو الله.
 10- المسيح يغفر الخطايا (مت2:9؛ مر5:2؛ لو20:5؛ لو43:23).
مع أن الجميع يؤمنون أن الله هو وحده الذي يغفر الخطايا، قام المسيح بمغفرة الخطية للمفلوج وللمرأة الخاطئة وللص ولغيرهم.  بمجرد أمر؛ ليس بصلاة يطلب فيها الحِل من الله، كما يفعل الكهنة حاليًا، إنما بالأمر "مغفورة لك خطاياك" ولم يقل "اذهب الرب يغفر لك".  وقال في صراحة أن له هذا السلطان أن يغفر الخطايا على الأرض.
12- المسيح هو الديان (2كو10:5؛ مت27:16؛ 31:25-46؛ مت41:13، 42؛ 2تي1:4؛ رؤ13:22؛ 14؛ 2:2، 9، 13، 19؛ 1:3، 8، 15؛ مت23:22).
فإن كان المسيح هو الديّان، فإنه يكون الله؛ لأن الله هو الديَّان.  وهو يفعل ذلك ويحكم على أفعال الناس لأنه يعرفها.
 13- المسيح هو صاحب القلوب والكُلى (رؤ23:2؛ يو7:16, 8؛ مر16:11، 17؛ مت8:16؛ مر6:2-8؛ مت3:9، 4؛ لو21:5، 22؛ مت24:12، 25؛ لو7:6-9؛ لو46:9؛ 47؛ 39:7، 40؛ مت27:17؛ يو27:20؛ 11:11؛ 47:1-50؛ 18:4).
سنترك معرفة الغيب هنا جانبًا ونتكلم عن قراءة الأفكار.  يقول الكتاب المقدس "فإن فاحص القلوب والكلى هو الله البار" (مز9:7)، ويقول السيد المسيح "فستعرف الكنائس أني أن هو الفاحص الكلي والقلوب (رؤ23:2)، أليس هذا اعترافًا صريحًا بأنه هو الله.
يقول الكتاب صراحة عن الله "أنت وحدك قد عرفت قلوب كل بني البشر (1مل39:8)، وقد ثبت أن المسيح قد قرأ الأفكار وعرف خبايا القلوب والنفوس.  فهل الكتاب يتناقض مع ذاته أن أن الله والمسيح واحد؟  وبهذا يعرف المسيح قلوب البشر.
 13- المسيح هو المخلص والفادي (مت21:1؛  يو47:12؛ 42:4؛  مت11:18؛  لو10:19؛ 1تي15:1؛  تي14:2؛  غل13:2؛  عب9:5؛ 3:2؛ أع12:4)